“كوفي” … ودعم اسرائيل!* رجا طلب

النشرة الدولية –

تعد منظمة “كوفي” المنظمة الأخطر في دعم إسرائيل بل وأكثر خطراً من “إيباك” التي يعتقد معظم السياسيين العرب أنها المنظمة الأكثر تأثيراً

تعقد منظمة “مسيحيين متحدين من أجل إسرائيل” ومختصرها المتداول في أمريكا هو “كوفي” مؤتمرها السنوي في واشنطن، ولهذا المؤتمر في هذا العام بريقه الخاص، فهو مؤتمر الانتصار الكبير بمعني أنه المؤتمر الاحتفالي الأول بتحقيق الهدف الاستراتيجي الأول وهو “إعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل”، وإعلان السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان العربية بشقيها السوري والفلسطيني، واغتيال منظمة “الأونروا” وإعلان نتانياهو أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية هي جزء لا يتجزأ من “إسرائيل” … كل هذه الخطوات التي تمت بالتنسيق الدقيق و”الجراحي” بين إدارة ترامب ونتانياهو رئيس وزراء إسرائيل، تعد نتائج “مبهرة وعبقرية” لم يكن يحلم بها الصهاينة بشتى ألوانهم وأطيافهم، وبخاصة المتزمتين منهم في يوم من الايام.

تعد منظمة “كوفي” المنظمة الأخطر في دعم إسرائيل بل وأكثر خطراً من “إيباك” التي يعتقد معظم السياسيين العرب أنها المنظمة الأكثر تأثيراً، وخصوصاً في ظل وجود الرئيس دونالد ترامب، هذا الرجل الذي بات أسيراً لسيطرة “الإنجيليين” والذين أحكموا السيطرة عليه تحت اغراء إعادة انتخابه عام 2020 مثلما انتخبوه في عام 2016 .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو المعتقد الجوهري لهؤلاء “المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل؟”. وفي الجواب أنهم المؤيدون للمشروع الصهيوني كجزء من إيمانهم الذي يربط عودة شعب إسرائيل إلى أرضه بمجيء المسيح المنتظر، وان هذه العملية وصلت إلى ذروتها مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.

والسؤال الآخر من هم الإنجيليون في إدارة دونالد ترامب أو الذين يحيطون بالرئيس أو المقربون منه ؟

في الجواب وحسب حضور المؤتمر هم: نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو- وهما من الإنجيليين- إلى جانب مستشار الرئيس للأمن القومي جون بولتون، وهو إنجيلي متعصب، وموفد البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان والذي هو يهودي أصلاً، بالإضافة إلى الشخصية الداعمة لكل من ترامب ونتانياهو ألا وهو شيلدون أدلسون، تاجر القمار والدعارة على مستوى العالم.

في التاريخ الاميركي المعاصر، اختلفت الروايات بشأن من هو الرئيس الإنجيلي الأول الذي يدعم عودة المسيح من خلال دعم الاحتلال الاسرائيلي، فبعض المؤرخين يعتبرون الرئيس كارتر هو أول رئيس أمريكي عمل ويعمل لخدمة هذه العقيدة، فيما يعتبر آخرون أن الرئيس ريغان هو أول رئيس “إنجيلي”، وأعقبه بوش الأب وبوش الابن، فيما تخطى هذا الأمر الرؤساء الديمقراطيين وهما كلينتون وأوباما، غير أن جون ماكين، المرشح السابق للرئاسة الذي توفى قبل أقل من عام الرمز الحقيقي لهذه المدرسة السياسية – الدينية.

أما مؤسس هذه المنظمة القسّ جون هيغي (المنظمة تأسست عام 2006 ) فهو كتلة من التعصب الأعمى وفي داخله ينفجر بركان حقد وغضب على كل من لا يدعم “إسرائيل من اجل الاسراع بعودة المسيح” ، ويعد تصريحه الذي أدلى به عام 2007 في أحد جلسات المؤتمر السنوي للمنظمة بمثابة زلزال أصاب القيم المدنية والحضارية الموجودة في المجتمع الأمريكي حيث قال ما نصه إن الزعيم النازي أدولف هتلر أتم عمل “الكنيسة (الكاثوليكية) الرومانية” في قيامه بإراقة “دماء القديسين” الذي كانوا في الأغلب من اليهود، واصفاً الكنيسة الكاثوليكية بوصف مخل بالأدب وأنها “نظام لطائفة زائفة”.

هذه المنظمة الأمريكية بالإضافة إلى شخصية مثل شيلدون أدلسون وبالطبع الرئيس الامريكي دونالد ترامب يعتبرون نتانياهو هو مرشحهم في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في السابع عشر من أغسطس(آب) المقبل، فالتفاهم بين نتانياهو والإنجيليين الصهاينة، وفي مقدمهم نائب الرئيس مايك بنس يرقى إلى مستوى التحالف المقدس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button