وصول دفعة الجزء الخامس من منظومة “إس-400” الروسية إلى تركيا
وصلت، صباح الأحد، طائرة شحن روسية خامسة تحمل أجزاء من منظومة “إس-400” الروسية إلى تركيا، وفق ما أفادت وكالة “الأناضول” التركية شبه الرّسمية.
ونقلت الوكالة عن وزارة الدفاع التركية أنّ طائرة الشحن الخامسة هبطت في قاعدة “أكينجي” الجوية في ضواحي العاصمة التركية أنقرة، مشيرة إلى أنّه من المتوقع أن تصل طائرتان سادسة وسابعة إلى تركيا في وقت لاحق من هذا اليوم أيضاً.
وبدأ وصول طائرات الشحن الروسية التي تحمل الأجزاء المكونة لأنظمة الدفاع الصاروخية “إس-400” إلى تركيا يوم الجمعة الماضي.
وأعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الجمعة أنّ توريد أنظمة “إس-400” إلى تركيا يجري بالتزامن مع استمرار عملية تدريب العسكريين الأتراك الذي سيتعين عليهم استخدام هذه الأنظمة.
وعل صعيد أخر، نشر موقع “إرم نيوز” تقريراً حمل عنوان “هل تنتقل تركيا إلى المعسكر الروسي”، أكد حلاله على أن وبوصول أوّل دفعة من السلاح الروسي الإستراتيجي، صواريخ إس 400، لا يعرف في أيّ اتجاه يأخذ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بلاده”.
وتابع التقرير: “استبعد أنه كان لدى أنقرة ترتيبات مسبقة أدّت إلى الوضع القائم، بل تبدو هي نتيجة سلسلة أحداث خرجت عن السيطرة. الثورة السورية وفشل الدور التركي فيها الذي كان المحوري في إدارة المعارضة. دخول إيران عسكرياً بقوة في سوريا والمناطق المحاذية لتركيا، ثم دخول القوات الروسية، ودخول القوات الأميركية في المناطق الكردية السورية، ودخول سلاح الجو الإسرائيلي في الحرب. وهناك ثلاثة أحداث خطيرة هي: إسقاط الطائرة الروسية على الأراضي التركية، واغتيال السفير الروسي في أنقرة، ومحاولة الانقلاب على إردوغان. وفي الوقت نفسه قام إردوغان بتغيير نظام الحكم من رأسين إلى واحد ممثل في شخصه، رئيساً للجمهورية وإلغاء دور رئيس الوزراء.
إردوغان يحارب على عدة جبهات، ومن الواضح أنه لم يوفق في أي منها؛ فقد خسر معركة سوريا، وهو يقدم تنازلات متكررة لروسيا وإيران هناك. وأصبح هدفه محدداً في منع قيام جبهة كردية يمكن أن تهدد تركيا لاحقاً، وهذا وضعه في صدام مع الولايات المتحدة التي تعتمد على حليفها الكردي.
هذه الأحداث المتعددة في كفة ومغامرته بالانتقال إلى المعسكر الروسي في كفة أخرى، أكثر خطورة. وأنقرة تحاول تهدئة غضب واشنطن وأصدرت عدة تصريحات بأنها مستعدة للتفاهم على حلول لا تجبرها على التخلي عن صفقة السلاح الروسية.
لكن في حال فشل التوفيق مع واشنطن قد تتسبب الصفقة العسكرية بواحد من التحولات السياسية المهمة إقليمياً وقارياً، فقد كانت تركيا من الأعمدة الثابتة في ترتيبات العلاقة الدولية بين الشرق والغرب. وتترافق مع تطورات مماثلة، مثل سعي واشنطن لإجبار إيران على التغيير. صفقة السلاح الروسية لتركيا قد تغير التحالفات كما فعلت الصفقة التشيكية لمصر عبد الناصر التي بسببها انتقل إلى معسكر السوفيات. أنقرة وواشنطن في علاقة استراتيجية تأسست منذ ستين عاماً، على أنقاض الحرب العالمية الثانية.
الآن نرى عودة للاستقطاب، وملامح حرب باردة جديدة. هل إردوغان حقاً ينوي مغادرة المعسكر الغربي، وقد تتسبب الصفقة بسلسلة من الخلافات تعزل تركيا تدريجياً وربما تقصيها من حلف الناتو. وهل حلف الأطلسي مستعد للتخلي عن تركيا، الدولة التي على خط المواجهة مع روسيا؟
بل هل يرى الغرب تركيا هي إردوغان؟