المسؤولية والتنمية* فاطمة العسيلي
النشرة الدولية –
إلى الآن لم تسجل دولة عربية منافسة لدولة أوروبية في مجال ما، وهذا دلالة على عدم كفاءة إدارة العمل في شتى المؤسسات خاصة التي لها علاقة مباشرة بالتنمية والاقتصاد، وذلك لاتباع النظم سياسة عدم محاسبة المسؤول في حالات التقصير أوالإهمال أو التورط في قضايا الفساد..!
غالبا ما تكتفي بنقله أو إقالته من منصبه، ويا له من رد فعل أو عقاب حكومي «مرغوب!»، فإن كان الأمر يقتصر على ذلك ُفسأتبع نفس الخطى لأني رأيت أنه لا تتم المعاقبة وإنما سيتم نقلي وأكمل مسيري في الفساد أو سأقال وأتمتع بما سرقت ولن أعاقب على ما اقترفت من أخطاء في حق العمل والمواطن ثم الوطن..، وهذا أول عوامل تأخرنا في النهضة الاقتصادية والتنموية.
فإن كان أي مسؤول ينهب ويسرق ويفسد وينسج خيوط الفساد في المكان وبعد ذهابه بسلام..! يأتي من بعده ويتبع نفس نهجه،
وحتى إن كان غير فاسد فلن يستطيع التحرك خارج الشبكة العنكبوتية التي نسجت في المؤسسة أو الإدارة، وإن رفض أن يكون مثلهم فسيكون مصيره إما أن يوضع في القائمة السوداء وتكثر عليه الشكاوى الملفقة وإما خلف القطبان بتلفيق تهمة ما، وإما النقل أو…أو… المهم أنه يجب أن يمضي في الطريقة التي رسمت له قبل قدومه.
ومن الأسباب التي ساعدت في تفشي الفساد المترتب عليه التأخر التنموي، غياب دور الرقابة الإدارية والمتابعة لتيسير الأعمال وخطط العمل التي تضعها المؤسسة أو الحكومة!
ثم يأتي دور آفة الارتشاء وبيع الذمم والتحايل تحت غطاء المنصب أوالموقع الإداري داخل التراتبية الإدارية، زد على ذلك موت الضمائر وهضم الحقوق والتمييز بين العاملين على غير حق.
كذلك اتباع سياسة «العصافير» سبب من أسباب الفشل الإداري، فإن كان المسؤول يباشر عمله عن كثب عوض التصاقه بكرسيه الوثير ويتابع عمل موظفيه أثناء تأدية عملهم، فلن يضطر لتعيين «العصفورة» التي تغرد له بكل ما يحدث في مؤسسته الفاشلة التي تفتقر للجدية والإخلاص والعدل وحب العمل والعطاء، وبالتالي الافتقار للولاء للوطن والعمل على التنمية والبناء.
عزيزي المسؤول اعلم إن كنت تتمتع بالضمير والعدل والمساواة وحب الوطن فسيكون موظفوك مثلك وستنجح مؤسستك.
عزيزي المسؤول إن كان الموظف يعمل في بيئة يسودها التوتر والضغط النفسي وعدم التقدير والاحترام من قبلك، فتأكد أنه لن يعطي ثمارا ونتائج بإخلاص!
عزيزي (المسؤول والموظف) لو أحببت عملك وأخلصت فيه فستكون أنت أول خطوة في سلم نهضة وطنك، لا تقل كلهم فاسدون ! ابدأ بنفسك ولا تكن مثلهم حتى لو أصبحت طريدتهم فمن أخلص واتقى فأجره على الله…
أيها الناس حاسبوا قبل أن تحاسبوا وراقبوا الغرب كيف يحاسبون مسؤوليهم بدءا من رئيس الدولة حتى أصغر موظف ولأنهم يقدرون عملهم ويعطونه حقه تفوقوا علينا في شتى المجالات.
أعط عملك حقه وستسود العالم.
الأنباء الكويتية