شهيد الريفيرا* صلاح الساير

النشرة الدولية –

عاشت «الأم تريزا» بين الفقراء والمرضى والجياع. ومات الثائر الأرجنتيني «جيفارا» في جبهة القتال.

فلكل شخص بيئته التي تناسب حياته ومماته وأفكاره وطريقة معيشته.

فالرهبان النساك يعيشون حياة الزهد في المعابد، ويجول الأثرياء بين المنتجعات الفخمة. أما في عوالمنا المقلوبة المعكوسة، فنجد الناشط في العمل الدعوي والخيري تتزايد أرصدته ويدخل نادي أهل الملايين.

ونجد الثائر على الطغيان ونصير الفقراء والمظلومين يتم اغتياله في (الريفيرا الفرنسية) حيث يستجم قرب الشطآن الساحرة مع نجوم الفن والمشاهير والنخب الارستقراطية.

الطماع، الكريه، الجشع، جامع السحت يحدثنا عن روعة الزهد والعفاف وطهارة الكف، كمثل المدخن ينصحنا بالإقلاع عن التدخين.

أما الكسول البدين فيقدم للجمهور الكريم محاضرة بأهمية ممارسة الرياضة.

ويتخصص الجبان، الكذوب، الهروب، بالتفاخر بمغامراته الباسلة وشجاعته الفريدة التي عز نظيرها لدى الفرسان.

والمصيبة (المسخمة) اننا نصدق أولئك الكذبة ونصفق لهم بحرارة ونهتف بأرواحهم، ونعتبرهم قدوة حسنة.

فنقيم للمرذولين الاراذل منصات للفضيلة، ونتحلق حول اللصوص السراق نقرأ صحائفهم البيضاء.

مدرس لغة عربية يصبح، في عوالمنا الأعجوبية، أشهر مفسر للقرآن الكريم في العصر الحديث، وخريج كلية التجارة قسم محاسبة يتحول إلى (أغنى) داعية إسلامي، وضابط برتبة صغيرة (بكباشي) يحول أكبر دولة عربية من اليسار إلى الإعسار.

وسليل أسرة إقطاعية يقود (حزب اشتراكي) ويستمر بممارسة أعماله التجارية المرتبطة بوضعه الاجتماعي.

والكويتي القومجي العروبجي يرفض تزويج ابنته بشخص (عربي) ويبحث لها عن زوج من عيال الديرة (ولد بطنها) ولنتذكر قول الشاعر الراحل معروف الرصافي (القوم في السر غير القوم في العلن).

زر الذهاب إلى الأعلى