النقد الدولي: هناك حاجة للعمل أكثر على تقليل الاختلالات التجارية العالمية وسط تصاعد التوترات
النشرة الدولية –
أكد صندوق النقد الدولي، الأربعاء، أن هناك حاجة للعمل أكثر على تقليل الاختلالات التجارية العالمية وسط تصاعد التوترات، محذرا من أن تزايد خطر الصراعات والحروب التجارية يثقل كاهل الاقتصاد العالمي.
وذكر صندوق النقد الدولي، في تقرير سنوي جديد أصدره في واشنطن، أنه من الضروري أن تتجنب جميع الدول “السياسات التي تشوه التجارة”.. مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة لمعالجة “الاختلالات الزائدة المستمرة” في ضوء تصاعد التوترات العالمية.
وأضاف التقرير أن التوترات التجارية لم يكن لها حتى الان تأثير كبير على اختلالات الحساب الجاري العالمي، حيث تحولت التجارة إلى دول أخرى لديها تعريفات أقل أو لا يوجد لديها تعريفات بالأصل.
ونوه بأن التوترات التجارية وحالات عدم اليقين المترتبة عليها تثقل أيضا كاهل الاستثمار والنمو العالمي، وخاصة في القطاعات الأكثر اندماجا في سلاسل الإمداد العالمية (حيث يتم تنفيذ عملية الانتاج عبر مجموعة دول متعددة).
وشدد على أنه يجب على الدول الامتناع عن استخدام التعريفات كأداة لاستهداف الاختلالات التجارية الثنائية.. موضحا ان التعريفات عادة ما تكون مكلفة بالنسبة للتجارة والاستثمار والنمو العالمي، وهي بشكل عام غير فعالة في تقليل الاختلالات الخارجية.
وفي تعليق لها، ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن هذا التقرير يأتي في وقت يعمل فيه صندوق النقد الدولي على التصدي لموجة الحمائية الاقتصادية المتزايدة حول العالم، والتي ألقت بظلالها على النمو العالمي، مع تباطؤ الناتج في اقتصادات كبرى مثل الصين وأوروبا والمكسيك.
وأضافت أنه على الرغم من هدوء حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في الآونة الأخيرة مع الاتفاق على هدنة وتجدد المحادثات، إلا أن هذه الحرب كان لها بالفعل أثرا على الاقتصاد الصيني (ثاني أكبر اقتصاد في العالم) إذ أدت إلى تباطؤه.
وقد أعلنت الحكومة الصينية، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، أن اقتصادها تباطأ بأضعف وتيرة له منذ بدء تجميع البيانات ربع السنوية في 1992، وهو ما يسلط الضوء على أثار الصراع التجاري والتعريفات الجمركية المتبادلة مع الولايات المتحدة.
وكانت السيدة جيتا غوبيناث، كبيرة الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، قد صرحت في يونيو الماضي بأن التوترات التجارية تشكل “الخطر الأكبر على الاقتصاد العالمي”.. مضيفة أن نزع فتيل هذه التوترات سيكون عظيما بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وحذر السيد ديفيد ليبتون المدير العام لصندوق النقد الدولي بالإنابة، يوم أمس، من أن التوترات التجارية المتزايدة وتقلب الأسواق العالمية يزيد من نقاط الضعف ويرفع المخاطر على الاقتصاد العالمي.
وقال ليبتون، في مقابلة أجراها مع شبكة /سي إن بي سي/ الأمريكية، إن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتعريفات الجمركية الناجمة عنها أثرت سلبا على المستهلكين وكثير من المنتجين أيضا في كلا البلدين.. محذرا من أن زيادة التعريفات “ستؤثر بشكل كبير على معنويات الأعمال والأسواق المالية، وستعطل سلاسل الإمداد العالمية، وستعرض الانتعاش المتوقع في النمو العالمي خلال العام الجاري للخطر”.
وأشار إلى ان استخدام التعريفات لم ينجح في معالجة العجز التجاري الثنائي بين واشنطن وبكين، بل على العكس، ارتفع العجز في 2018 بالنسبة للولايات المتحدة، حيث ارتفعت قيمة الواردات القادمة من الصين.
وكان صندوق النقد الدولي قد خفض في أبريل الماضي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي إلى أدنى مستوى له منذ الأزمة المالية العالمية.
وتوقع الصندوق أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.3 بالمئة في 2019، بتراجع عن 3.6 بالمئة التي حققها في 2018، قبل أن يعود ويرتفع مجددا إلى 3.6 بالمئة في 2020.