القاتلة* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
طلبت الحياة الأجمل، فعاجلها الموت الأسرع.
في ليلة ارتقائها مقعد العرس، انحدرت إلى وحشة القبر.
بدل الدفوف والمعازف وشدو المغنين، استبد صمت الموت وتسيد.
وبدل طوابير المهنئات، سارت طوابير المعزيات.
إنها مأساة فتاة شابة كانت تتطلع إلى الحياة الأجمل، فأرادت أن تبدو في عين زوج المستقبل بأبهى صورة وبكامل الرشاقة.
هذا كان أملها الذي سعت إليه سالكة أقصر الطرق ومن خلال تناول حبوب روجوا أنها تؤدي إلى إنقاص الوزن.
رأت الفتاة المقبلة على العرس في تلك الحبوب الحل السحري الذي كانت تبحث عنه والطريق الأقصر لسعادتها المنشودة.
وبدل الحياة الأجمل، كان الموت، وكانت تلك الحبوب هي وسيلة الموت.
مأساة مبكية أن تموت فتاة في ليلة عرسها، هي مأساتنا جميعا وهي فقيدتنا جميعا.
فقيدة مجتمع لا يعرف كيف يحمي ناسه ولا كيف يحصنهم من الخطر الذي يتجول بينهم جهارا نهارا ولا يقيم لهم وزنا ولا اعتبارا.
هذه الفتاة ماتت نتيجة تناولها حبوبا، كانت تروج لها إحدى مشاهير التواصل الاجتماعي رغم أنها حبوب ضارة تؤدي إلى فشل أعضاء الجسد بل وإلى الوفاة. وهذا ما حدث مع هذه الفتاة.
انصبت الاتهامات في حادثة وفاة هذه الفتاة على المروجة لتلك الحبوب القاتلة والتي تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لتلك الحبوب وشرح فوائدها.
ولكن هذا تجن واستخفاف والتفاف على حقيقة القضية. فهذه المروجة هي مجرد وسيلة للإعلان والترويج مقابل أجر تأخذه من الشركة المصنعة أو من وكيل تلك الحبوب، ولو كان هناك متهمون في القضية فهي آخر المتهمين، بل هي بريئة تماما من دم تلك الفتاة.
إن الذي يتعين توجيه التهمة إليه أولا هو الجهة التي سمحت بإدخال تلك الحبوب إلى البلاد وسماحها بترويجها دون إخضاعها إلى الفحص.
ومع الأسف، فإن هناك كثيرا من المنتوجات المتوافرة في البلاد والمتداولة بين الناس، حالها من حال تلك الحبوب القاتلة أو على درجة قريبة منها.
لابد من التدخل السريع وحماية أرواح الناس، وإلا فإن عدد الضحايا سيزداد، لأن الناس تعتقد أنها في كفالة الجهات المختصة، وأن هذه الجهات تقوم بمسؤوليتها.
الانباء الكويتية