الطيران الحربي السوري يرتكب مجزرتين في معرة النعمان وسراقب وإمتعاض شعبي إزاء الصمت الدولي
إدلب – إيهاب يوسف البكور/ مراسل النشرة الدولية –
قصفت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوري مدينة سراقب، بعد ساعات من مجزرة شنيعة إقترفتها بالإشتراك مع طائران القوات الروسية في مدينة معرة النعمان حيث فاق عدد ضحاياها 45 مدنياً.
وقال ناشطون إن طيران النظام الحربي استهدف السوق الرئيسي في مدينة سراقب، مخلفاً عدد من الشهداء في الأوساط المدنية بينهم أطفال، كما تسبب القصف بدمار كبير في المباني السكنية والمباني العامة،
و جاء هذا الاستهداف بعد غارات عنيفة و متتالية استهدفت سوقاً شعبياً في مدينة معرة النعمان مما تسبب في وقوع مجزرة تعد الأكبر من نوعها في ريف إدلب منذ بداية الحملة.
لايزال العدد مرشح للارتفاع حيث نقل عدد من الجرحى حالاتهم خطيرة الى تركيا كما و استغرقت فرق الدفاع المدني ساعات طويلة في انتشال المصابين و اخراج الجثث من تحت الأنقاض.
هذا و لاتزال الحملة الشرسة مستمرة على ريفي ادلب الجنوبي و الغربي و ريف حماه الشمالي، في ظل صمت دولي و عربي، و عدم الرد من قبل نقاط المراقبة التركية.
ومن جانبها قالت مؤسسة “الخوذ البيضاء” في بيان لها ، :إن ما يزيد عن ٣١ شهيدا و٥٠ جريحاً هم ضحايا الهجمات الجوية التي نفذتها سلاح الجو الروسي من خلال أربع ضربات جوية ركزت على زيادة عدد الضحايا من خلال الضربات المزدوجة في مدينة معرة النعمان بإدلب، لافتة إلى أن الهجمات تهدف بالدرجة الأولى لقتل متطوعي الخوذ البيضاء، وعمال الإنقاذ الإنسانيين والفرق الطبية:.
وجاء في البيان: ” بينما لا تزال فرقنا مستمرة بعمليات البحث والإنقاذ منذ حصول المجزرة البشعة صباح اليوم في مدينة معرة النعمان، يخرج الروس لينفوا مسؤوليتهم عن المجزرة المثبت ضلوعهم فيها بشكل قاطع، يأتي ذلك بعد أمس دام كانت حصيلته ٢٣ شهيدا كانت روسيا المسؤول الأول عن مقتلهم”.
وأوضح البيان أن المتطوع “أمير البني”، المهجر قسراً من وادي بردى استشهد على أثر هذه الضربات، والذي كان من أوائل المستجيبين للمجزرة صباح اليوم. ليلحق بالشهيد أنس دياب الذي استشهد يوم أمس بثلاث غارات روسية متتالية.
وأضاف البيان: “بناء على المعلومات التي قدمتها خدمة الراصد بالدفاع المدني السوري، وفي تمام الساعة ال٨:٠٣ صباح اليوم، أقلعت طائرة حربية روسية من مطار حميم متجهة نحو الجنوب الشرقي لمحافظة إدلب، تلاها في الساعة ٨:٤٠ صباحا تحليق روسي دائري فوق معرة النعمان، لتشاهد طائرة أخيراً فوق معرة النعمان محلقة بشكل دائري في تمام الساعة ٨:٤٢ صباحا”.
وتابع: ” بدأت الطائرة الروسية بتنفيذ أولى غاراتها في تمام الساعة ٨:٣٦ دقيقة نفذت ٤ غارات جوية منها غارة مزدوجة وهي التي سببت وقوع شهيد الدفاع المدني والعدد الأكبر من الشهداء المدنيين، لتستمر بتحليقها لتمام الساعة ٩:٠٣، حلقت بعدها طائرة استطلاع روسية لتفسح المجال لطائرات النظام السوري التي أقلعت من مطاري حماة والـ T4 نحو معرة النعمان لتنفذ تحليقا دائريا وتساهم في استهداف المدينة بـ ٥ غارات جوية تسببت في تأخير عمليات البحث والإنقاذ باستهدافها فرق الدفاع المدني المستجيبة والطرق المؤدية إلى مكان المجزرة على أطراف المدينة”.
ولفت البيان إلى أن الطائرة الروسية المهمة المعتادة في قصف المراكز المدنية والأسواق نفذت بثمان غارات سببت دماراً هائلاً في المنطقة المستهدفة، وضحايا بالعشرات في ساعة اكتظاظ السوق صباحاً.
وأكد البيان أن روسيا التي اعتادت الوقوف لحماية مجرمي الحرب في النظام السوري، تقف اليوم أمام المجتمع الدولي لتنفي مسؤوليتها المثبتة عن تدهور الوضع الإنساني وانهيار ملف خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، بل وأصبحت شريكاً رئيسياً في الجرائم التي تطال السكان المدنيين السوريين في الشمال الغربي لسوريا.
وأشار إلى أن الدفاع المدني السوري مستمر في خدمة المدنيين السوريين رغم كل الصعاب، وما استشهاد متطوعيه إلا دليل على التزامهم تجاه واجبهم ومسؤولياتهم. تقع اليوم على عاتق جميع الفاعلين الدوليين مسؤولية حماية متطوعينا والكوادر الطبية والمدنيين العالقين تحت ضربات سلاح الجو الروسي وبشكل يومي.
يأتي بيان الدفاع في وقت تواصل روسيا كعادتها المراوغة والكذب بما يتعلق بالضربات الجوية التي توقع عدد كبير من المدنيين يحرك الرأي العام، لتخرج وتنفي ماخلفته صواريخ طائراتها الحربية ليس آخرها في مدينة معرة النعمان.
وفي سياق أسلوب المراوغة التضليل الذي تمارسه روسيا، وبعد ارتكاب طائراتها كجزرة مروعة في سوق شعبي بمدينة معرة النعمان بريف إدلب، خرجت وزارة الدفاع الروسية ببيان تنفي فيه استهداف السوق.
وقالت الوزارة، في بيان أصدرته اليوم الاثنين، إن “ادعاءات ممثلين مجهولي الهوية من تنظيم الخوذ البيضاء الممول من قبل بريطانيا والولايات المتحدة بشأن شن طائرات القوات الجوية الفضائية الروسية ضربة على سوق في بلدة معرة النعمان بمحافظة إدلب ليست إلا خبرا زائفا”.
وأضاف البيان: “لم ينفذ طيران القوات الجوية الفضائية الروسية أي مهمات في هذه المنطقة بالجمهورية العربية السورية”.
وارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين في ريفي إدلب وحماة اليوم الاثنين، إلى 44 شهيداً، جلهم بمجزرة الطيران الحربي الروسي في مدينة معرة النعمان ومجزرة سراقب، في أعنف يوم دموي تشهده المنطقة منذ أشهر.
وأدان منسقو استجابة سوريا بشدة الاستهداف المباشر لمدينة معرة النعمان وباقي المناطق الاخرى والتي من شأنها إفراغ تلك المدن والبلدات من سكانها في خطوة لإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة.
وأكد بيان المنسقين أن غياب الملاحقات القانونية عن الجرائم التي ترتكبها قوات النظام السوري وروسيا بحق المدنيين في محافظة ادلب والانتهاكات المستمرة من قبل مايسمى الضامن الروسي ساعده على ارتكاب المزيد من الانتهاكات وعمليات التصفية الممنهجة بحق السكان المدنيين في محافظة ادلب.
وقال فريق منسقو استجابة سوريا، إن الطائرات الحربية الروسية أقدمت فجر اليوم على استهداف مدينة معرة النعمان بريف ادلب الجنوبي بعدة غارات جوية خلفت العشرات من الضحايا المدنيين بينهم أطفال ونساء وعناصر من الدفاع المدني ومئات الإصابات (بينها حالات حرجة)، إضافة إلى استهداف العديد من المرافق والبنى التحتية في المدينة ونزوح المئات من العوائل تحت وطأة القصف على المدينة.
ولفت إلى أن لغة الادانات الروتينية من قبل المنظمات الدولية والحقوقية والمجتمع الدولي لم تعد مجدية في إيقاف الأعمال الارهابية التي تقوم بها قوات النظام السوري وروسيا، ولابد من تقديم المسؤولين عن تلك الأعمال الوحشية إلى المحاكمة والمحاسبة القانونية ضمن المحاكم الدولية لجرائم الحرب، كما نطالب بتفعيل البنود 41،42 من الفصل السابع ضمن ميثاق الأمم المتحدة لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بسوريا.
وقدم فريق منسقو استجابة سوريا التعازي لذوي الضحايا المدنيين في معرة النعمان وكافة المناطق التي طالتها الاستهدافات في محافظة ادلب، مؤكداً مواصلته توثيق جميع الانتهاكات بحق السكان المدنيين في محافظة إدلب لتقديم المسؤولين عن تلك الانتهاكات للمحاكم الدولية.