التطبيع ليس وجهة نظر!* مها الجويني
النشرة الدولية –
منذ فترة ونحن نتابع فيديوهات لشاب سعودي طالب بجامعة الرياض، أسمر اللون تقول قسماته بأنه عربي من بلاد عرفها التاريخ بأنها قبلة المسلمين والعرب.
بلغة إنجليزية ركيكة كان المدون محمد سعود يمجد في إسرائيل معتبراً إياها منبراً للديمقراطية في العالم وأيقونة حقوق الإنسان على هذه الأرض، ولم يكتف هذا المدون بالمديح بل وصل به الأمر إلى نشر فيديو في ذكرى احتلال فلسطين ليهنئ به المحتل الصهيوني بتأسيس دولته.
فيديوهات كان لها صدى أكثر من رائع لدى حكومة التمييز العنصري ورأس دولتها بنيامين نتنياهو وكان لها عديد اللعنات من عندنا نحن المؤمنين بالقضايا العادلة وأصحاب العقول الطبيعية من يرون أن المزابل لا تأتي بالورود، وعليه الاحتلال لا ينتج مناخاً ديمقراطياً كما يدعي شقيقنا السعودي محمد سعود.
لكن هذه المرة ترهات محمد سعود تجاوزت الفيديوهات بل وصلت إلى حدود أنه يشد الرحال إلى تل أبيب في زيارة له مع وفد من المدونين العراقيين والأردنيين، في زيارة للحكومة الصهيونية تحت مسمى الدعوة للسلام بين ما تسمى إسرائيل وباقي الدول العربية أو بالأحرى الدول المساندة للشعب الفلسطيني.
حل محمد سعود ضيفاً عزيزاً على المحتل وكان ضيفاً لعيناً في المسجد الأقصى حين قرر شقيقنا العربي الذهاب لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، وهناك استقبله طفل فلسطيني بالبصاق على وجهه وقام بعض الشباب برفع شعارات يخبرونه بها بأنه مطبع وغير مرحب به في أراضي المسجد الأقصى المباركة.
صورت المنصات الصهيونية حادثة زيارة محمد سعود للأقصى بطريقة خبيثة كما عرفنا بها الإعلام الصهيوني، تصور بها من رفعوا شعارات ضد محمد سعود بأنهم مناهضون للسلام وبأن محمد سعود هو الفتى العربي المنفتح على الأديان وعلى إسرائيل المحبة للسلام والفاتحة ذراعيها للمسلمين واليهود على حد السواء.
في الفيديو كان يبدو على محمد سعود علامات الهلع حتى أنه طأطأ رأسه أمام الشباب المجتمع في بهو المسجد، كان شقيقنا العربي يظن بأنه سيقتل على أياديهم ولكن الفلسطيني الأبي لا يقتل أحداً أعزل بل اكتفوا بالقول: يا مطبع!
وأنا على يقين بأن محمد سعود وكل من يهلل اليوم للسلام مع إسرائيل لا يفهمون معنى كلمة تطبيع وأنا على يقين أيضاً أن محمد سعود لا يدري معاني ذلك الشماغ العربي الذي كان يضعه على رأسه وهو يقول مديحه في إسرائيل.
لأن الشماغ الأحمر والأبيض والأسود لباس المقاومين ضد سياسة تهويد القدس وجعل أراضيها مساكن لأناس قدموا مهاجرين من روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا.
الشماغ العربي يذكرني «بالكبوس» التونسي الذي كان يرتديه الشباب التونسي المناهض للاستعمار الفرنسي بتونس فترة العشرينيات من القرن الماضي، نعم كان الكبوس الأحمر رمزاً للهوية التونسية ضد المستعمر الفرنسي الذي يمثل الطربوش الباريسي ولغته الفرنسية.
نحن شعب يقاوم بلباسه بأغانيه بكلماته بأنفاسه نحن من ينتصر لنا الأيقونة تشي جيفارا، حين زار القدس قال فيها:
بأن السيد المسيح الناصري هو الثائر الفلسطيني الأول، وهنا علي أن أشرح لشقيقي العربي محمد سعود بأن أجراس كنائس المهد كانت تدق نصرة للمسجد الأقصى وعلي أيضاً أن أخبره بأن اليهودي التونسي جورج عدة كان من مناهضي قيام دولة إسرائيل لأن موطنه تونس وليس أبنية افتكت غصباً من أهلها.
وختاماً، أريد أن أنصح المدون محمد السعودي بأن يفتح المنجد العربي قبل أن ينطق بأي كلمة لأن الفرق بين السلام الصهيوني وعدالة القضية الفلسطينية كما بين السماء والأرض.
عربي بوست