جامايكا* د. نرمين يوسف الحوطي
النشرة الدولية –
الممثل هو الناقل والمترجم لكلمات وأفكار ومشاعر المؤلف، فهو أداة ربط بين كل من الجمهور والمؤلف والمخرج أيضا.. ذلك هو معنى الممثل وتلك هي حرفيته التي تقوم على عدة عناصر أهمها:
أن الممثل يخلق لنا صورة واضحة كاملة لتفاصيل الشخصية التي يقوم بتمثيلها باستخدام الأدوات الممنوحة له من كل من المؤلف والمخرج.. كما لابد أن يضع الممثل في ذهنه أنه لا يقوم بالتصوير والتمثيل فقط بل لابد من معايشة الشخصية التي يقوم بتجسيدها لكي يصل بنا لأن نعيش ونتأثر معه عاطفيا وفكريا.. ولكن السؤال كيف يصل الممثل لهذا؟
من خلال اهتمامه بخارجيات وداخليات الشخصية التي يقوم بتمثيلها ليصل بنا إلى أن نشعر بعمق الشخصية وما تحمله من أفكار ويجعلنا نواكب الحدث وتطوره من خلاله.. ذلك هو مختصر تعريف الممثل ومهمته وحرفيته كما درسناها وقرأنا عنها ومن هذا وذاك تكون إضاءة مقالتنا اليوم «جامايكا».
كما يطلقون عليه أهل الصحافة والإعلام «جامايكا» هو الممثل «محمد علاء» بعيدا عن أيقونته وعن حياته الشخصية فكلمتنا لا تبحث في شخصه بل سطور مقالتنا تبحر في حرفية الممثل «محمد علاء».
أكثر من عشرة أعوام في عالم الفن ما بين المسرح والتلفزيون والسينما ونحن نجد «جامايكا» يقوم بالعديد من الشخصيات قد تكون البعض منها ثانوية والبعض الآخر رئيسية ومن هذا وذاك تبقى له بصمته المؤثرة لدى المشاهد. ما يميز «جامايكا» تلقائيته في الأداء التمثيلي المدروس، تلك التلقائية التي تمثل بأداء وحرفية فائقة وهادئة لتصل إلى المشاهد بعمق فني وصورة جمالية للمشهد وهذا ما ينقص العديد من الممثلين الشباب في تلك الفترة.
اليوم نسلط الضوء على «جامايكا» كمثال يحتذى لما نصبو إليه من فكرة فنية، ففي كل عام يولد لنا نجم جديد يبهرنا بحرفيته الفنية وإيقاعه التمثيلي ولكن من هذا وذاك نجد أنه يوجد العديد من المؤسسات الفنية والشركات الإعلامية يقتصر دعمها لبعض البرامج «عفوا» لا قيمة فنية ولا هدفا تربويا، والإعلامي فقط من أجل تسليط الضوء على البعض من خلال حوارات لا جدوى لها، ومن هذا وذاك يبقى السؤال لبعض تلك الشركات والمؤسسات الداعمة لتلك البرامج التي هي مجرد «شو إعلاني»: لماذا لا تقومون بمسلسلات داعمة لهؤلاء الشباب الذين يمتلكون من حرفية الممثل العديد والكثير؟ بل إلى متى وأنتم تحجبون إعلامكم عن المواهب الحقيقة الفنية؟
مسك الختام: كلمة من أول سطر.. سطور مقالتنا سلطت إضاءتها على «جامايكا» كمثال لحرفية الممثل.. ذلك النموذج الذي نفقده في العديد من إعلامنا العربي.. فأين إعلامنا ومؤسساتنا وهيئاتنا العربية من الممثل العربي؟!
الأنباء الكويتية