في مشهد صادم .. مقتل طفلة سورية بعد إنقاذها لشقيقتها الرضيعة من بين أنقاض قصف الطيران السوري لمنزلهما
الطفلة ريهام السورية تجهد لإنقاذ شقيقتها الرضيعة “تقي” ، وبعد إنقاذها لشقيقتها تموت بعد ساعات لعجز الأطباء من إنقاذها من إصاباتها الخطيرة … قصة مؤلمة للغاية تعكس مأساة أطفال سوريا الأبرياء، وقد علق بغضب وحسرة عليها الملايين من رواد التواصل الإجتماعي على الجيش السوري وحليفة الروسي، اللذين لن يوقفا بعد إمعانهما في القصف الجوي للألاف من المدنيين بلا رحمة.
الطفلتان كانتا عالقتين بوسط ركام قصف منزلهما من قبل طائرات النظام السوري والروسي، في مدينة (أريحا) التابعة لمحافظة إدلب، فيما أبوهما يصرخ من أعلى الركام، عاجزاً عن فعل أي شيء.
فهذه الصورة المؤلمة صدمت بقوة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت واصل فيه طيران حكومة الأسد، بمساندة من الطيران الروسي، بقصف المنطقة الآهلة بالسكان، نهار الأربعاء.
وفيما يشبه المعجزة، خرجت الطفلة من بين الدمار وأنقاض منزلها المدمر للتو، كما لو أنها فرقة إسعاف طفولية في مسرح دمى! لإنقاذ أختها الرضيع الذي بدأت معلقة في قطعة حديد كانت جزءا من ركام البناء المدمّر، والأب يطلق صرخة عجز عن فعل أي شيء، أو صرخة رعب مما يمكن أن يحدث لطفلتيه، بين ركام القصف أو معاودة الغارة على المكان.
صورة أحدثت صدمة بالغة لدى كل من شاهدها، بحسب مواقع التواصل التي تناقلتها على نطاق واسع، علّق فيها الناشطون بألم شديد عن تفاصيل الصورة التي “أدمت” قلوبهم، خاصة حالة الرضيعة المعلّق من ثوبه بحَديدة، حيث بدا الحديد، على قساوته وصَممه، أشبه بيد أمّ “من معدن” تعلَّقتها الرضيعة بانتظار أختها التي كانت قاب قوسين أو أدنى من مواجهة الموت الذي خرجت منه، لا لتحتفل بالحياة، بل لتمنحها لأخيها الرضيع، بحسب بعض تعليقات متألمة لا تزال تتوالى، صعقها المشهد.
وانتشرت على الموقع الاجتماعي الشهير، تويتر، صورة الطفلتين وأبيهما المطلق صرخة بقي صداها أضعف من صوت انفجار الصواريخ التي دمرت المكان، فتتالت التعليقات الممزوجة بالألم والغضب والإحساس بالذهول، وبعضها قال إن السوريين يعيشون في مثل هذا القتل والدمار منذ سنوات، وما هي إلا صورة واحدة، من صور مجازر النظام السوري وحليفيه الرئيسيين، إيران وروسيا.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أكد مقتل ثلاثة أشخاص، في قصف لقوات النظام السوري، الأربعاء، على مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، فيما أعلن مقتل 18 شخصاً في قصف على “خان شيخون” كان 10 منهم من عائلة واحدة، بحسب تأكيده.
وصعّد النظام السوري من قصفه وهجماته على محافظة إدلب الخارجة عن سيطرته، منذ شهر نيسان/إبريل الماضي، على الرغم من كونها مشمولة منذ أيلول/سبتمبر عام 2018، باتفاق خفض تصعيد، ما بين أنقرة وموسكو، يفترض إقامة منطقة منزوعة السلاح فيها، ما بين فصائل المعارضة السورية وقوات نظام الأسد.