الغابة والوطن* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
تحدث فنفى وجود طبيبات جراحات على مستوى العالم، ثم استدرك وأضاف، وإن كانت هناك طبيبات جراحات، فهن «مسترجلات»!!
في حقيقة الأمر فإنه قد شاع بين الناس وعلى وسيلة «الواتس اب» تقرير مصور عن الدكتور «بيري ماسون» وهو جراح بريطاني شهير عاش حياته موزعة بين القرنين التاسع عشر والعشرين، وكان أمهر جراح في زمانه لا يباريه في هذا الميدان أحد.
وكان الطبيب «ماسون» عندما أحس بدنو أجله، أوصى المقربين منه وبينهم الممرضة المساعدة له والتي رافقته مديدا من عمره، أوصى أنه حين يموت أن يدفن بملابسه وألا تجرى له الطقوس الخاصة بالموتى قبل دفنهم.
ولما مات لم يهن على الممرضة التي كانت ملازمة له وكانت تحبه كثيرا، أن تنفذ وصيته وألا تقوم بالإجراءات الطبيعية لدفن الموتى، فخالفت وصيته وقررت أن تتم إجراءات دفنه كالمعتاد.
وهنا كانت المفاجأة، فبمجرد خلع ملابسه، فوجئ الموجودون بأن تحت تلك الملابس الرجالية جسد امرأة لا جسد رجل وأن الطبيب «ماسون» ما هو إلا الطبيبة «ماسون»!!
وفي التفاصيل اتضح ان الآنسة «ماسون» كانت في شبابها مولعة بدراسة الطب وبالذات التخصص في فرع الجراحة، ولكن كان هناك ما يحول دون ذلك وهو أنه لم يكن مسموحا للإناث التخصص بالجراحة، لذلك اضطرت للتنكر بزي شاب وغيرت مدينتها، والتحقت بإحدى الجامعات البريطانية ودرست الطب وتخصصت بالجراحة لتصير بعد ذلك أمهر الجراحين.
هذا هو أصل القصة التي يبدو أن الأخ المتحدث سمعها فنسج عليها وقال ما قال من تجريح في الطبيبات الجراحات الفاضلات.
لقد انطوى حديثه على إهانة بالغة ومسيئة للطبيبات الجراحات جميعا، وليس من حقه التفوه بمثل هذا الكلام المسيء والذي يحط من قدر من يستحققن الاحترام والتبجيل لا التسفيه والإهانة والتطاول والتجني عليهن بمثل تلك الصورة السفيهة.
وإنها لمصيبة كبيرة لو كان هذا المتحدث يتحدث من منبر مسجد أو من أي موقع تابع لوزارة الأوقاف، والوزارة تقف صامتة.
فإن كان فعلا استغل المنبر وتفوه بمثل هذا الكلام فعلى الوزارة اتخاذ اجراء ضده فورا، وإن لم يكن فعلى الوزارة إصدار بيان ينفي انتسابه إليها، وإلا فإننا نضحي في غابة تسودها الفوضى لا في وطن تحكمه القوانين.
الأنباء الكويتية