مأساة أسر تعز اليمنية تتواصل جراء الحصار الحوثي
تعز / اليمن – محمد المياس/ مراسل النشرة الدولية –
الحصار الجائر الذي تفرضه مليشيات الحوثي على محافظة “تعز” الواقعة غرب اليمن، فرض على سكانها أوضاع معيشية صعبة للغاية، سواء جراء استمرار هجماتها المتكررة على المرافق المدنية والسكنية، أو جراء حرمانهم من الغذاء والدواء وأبسط مقومات الحياة الأخرى، مما دفع بالعديد من العوائل إلى مغادرة منازلهم ومزارعهم الواقعة في مناطق المواجهات والهجمات المسلحة التي تواصل شنها المليشيات الحوثية، لينتهي بهم المطاف في العيش في العراء، أو بعض المساكن البدائية المكونة من القش وسعف النخيل، أو البيوت المهجورة، ذلك في ظل عجز السلطات الحكومية والمنظمات الإغاثية المحلية والدولية عن تقديم المساعدات لهم.
ولعكس جانب من هذه المعاناة، إلتقت النشرة الدولية ثلاث أسر نازحة مكونة من ستة عشر شخصا من النساء والأطفال من بينهم أم تعاني العجز والمرض وإبنتها المتزوجة تعاني من حصى في المرارة جعلتها عاجزة عن الحركة وطفلان مصابان بمرض تكسر بالدم وآخر معاق في منزل لايوجد فيه أدنى مقومات العيش كما أن بقية الأطفال من الذكور والإناث محرومون من التعليم منذ عامين لعدم قدرة أسرتهم على توفير تكاليف الدراسة .
تتنهد الأم المصابة بالحصى في مرارتها قائلة “شردنا من منزلنا في جبل حبشي بسبب الحرب إلى وادي المدام وأني عندي حصى في المرارة رحت المستشفى وقالوا ضروري عملية ونحن حالتنا مش قادرين نشتري بطانيات ننام عليها ومعي أولاد فيهم تكسر بالدم كل فترة ونحن نعملهم دم وطفل معاق يحتاج حليب وحفاظات وعلاجات”.
واختتمت الأم كلامها والدموع في عينيها قائلة : ” نحن ثلاث أسر داخل البيت هذه ومافيش معنا حتى فراشات ولا بطانيات والمرض زادنا معاناة وايجار البيت يأخذوا مننا خمسة عشر ألف والان قدهم يشتوا مننا عشرين ألف واصبحنا نعيش داخل هذه البيت كأننا عايشين في جحيم ” .
بطالة متفاقمة في أوساط أرباب الأسر
أب وزوجيّ إبنتيه أصبحوا عاطلين عن العمل بعد النزوح، كان الأب يعمل في تسليك الكهرباء بينما زوجيّ إبنتيه كان أحدهم يعمل في بيع الإيسكريم والآخر يعمل في البناء الامر الذي ساعدهم في التخفيف من معاناتهم قبل النزوح .
الأم في قالت للنشرة الدولية “من قبل الحرب ونحن نعاني من المرض أني مريضة ولا استطيع الحركة وأرجلي متورمة ومش عارفين ايش المرض وعيال بنتي الإثنين فيهم تكسر بالدم وواحد معاق بس كان زوجي يشتغل تسليك كهرباء حق الطاقة الشمسية وأزواج بناتي كانوا يشتغلوا واحد في البناء والثاني يبيع سكريم وكانوا يخففوا قليل علينا ولمن جاءت الحرب وزرعوا الألغام في قريتنا اضطرينا ننزح إلى المدينة واستأجرنا بيت قديم بلا فراشات ولا بطانيات ولا شيء معنا وزاد فوق معاناتنا عناء مرض ونزوح لأن زوجي وأزواج بناتي عاطلين عن العمل لم يحصلوا على عمل بسبب الأوضاع “.
لم يكن أمام هذه الأسر النازحة من مديرية جبل حبشي إلى وسط المدينة بسبب الحرب سوى اعتناق معاناة النزوح مع المرض وتحمل الظروف المعيشية الصعبة في منزل يخلو من الأثاث ومليء بالأوجاع والأمراض والمأساة ويبقى السؤال إلى متى؟