الموسم السياحي في لبنان لم يتأثر بالحوادث الأمنية* سوسن مهنا

إندبندنت عربية –

ينفي وزير السياحة اللبناني أفيديس كيدانيان أن تكون الحوادث الأمنية الأخيرة التي ضربت منطقة عاليه، قد أثرت في الموسم السياحي، واعداً بأن يكون أفضل من السنوات السبع الماضية.

ويعتبر كيدانيان في حديث لـ “إندبندنت عربية” “أن حادثة قبرشمون قد تكون أثرت في الفترة الأولى، إذ شهدت المنطقة انخفاضاً في الحجوزات، واليوم عادت الأمور تقريباً إلى طبيعتها، وعاد السائح الخليجي، بخاصة الكويتي إلى مناطق صوفر وبحمدون”.

تفاؤل

ويتفاءل كيدانيان بنتائج الإحصاءات التي أنجزتها وزارته حتى نهاية شهر يونيو (حزيران) وأعداد الوافدين يومياً وحجوزات الفنادق حتى الآن، والتي توقع أن تتخطى المليون سائح وتصل إلى مليونين. يقول كيدانيان “إن الأرقام لأول ستة أشهر من هذا العام، تعدت أرقام عام 2018 بحوالى 15 في المئة، وبتراجع 4 في المئة مقارنة بعام 2010 الذي يُعتبر أفضل موسم سياحي مرَّ على لبنان في السنوات الأخيرة”. ويوضح الوزير “يجب الإشارة إلى ثلاثة أمور أساسية: تنوع الجنسيات الوافدة والأعداد المتزايدة مقارنة بالسنوات السبع الماضية، ونسبة الحجوزات في الفنادق وارتفاع حركة التسوق من قبل السياح، إذ ارتفعت نسبة رد الضريبة  Tax Refund في مطار بيروت بنسبة 13 في المئة”. ويشير كيدانيان إلى أنه “يلاحظ إقبال السائح الأوروبي بأعداد كبيرة، وتتخطى أرقام 2010 بنسبة 40 في المئة ومن جنسيات متنوعة فرنسية وبريطانية وإيطالية وإسبانية وألمانية وسويدية وقد تعوّض إلى حد ما الخسارة التي نسجلها نتيجة عدم مجيء السائح الخليجي”.

فنادق

أما عن الأرقام الرسمية التي زودّنا بها كيدانيان لنسبة إشغال الفنادق في بيروت وخارجها، فتحسنت خلال النصف الأول من يوليو (تموز)  بنسبة 10 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وبلغ معدل إشغال فنادق تصنيف خمس نجوم  68.8 في المئة، كما تجاوزت هذه النسبة في بعض الأيام نسبة 80 في المئة، فيما حقق بعض الفنادق نسبة إشغال 100 في المئة. وبالنسبة إلى فنادق تصنيف أربع نجوم أيضاً خلال الفترة ذاتها 79.6 في المئة، وقد تجاوز الإشغال في غالبية الأيام نسبة 80 في المئة، ووصل في بعض الفنادق إلى أكثر من 90 في المئة. وبلغ الإشغال الفندقي في مدينة بيروت على صعيد الفئات كافة 63.8 في المئة خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، مقابل 54 في المئة خلال الفترة ذاتها من عام 2018.

في المقابل، يقول رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان، نقيب الفنادق بيار الأشقر لـ “إندبندنت عربية” “إن نسبة الحجوزات في الجبل وبعد حادثة قبرشمون انخفضت إلى 40 في المئة في مناطق عاليه وصوفر وبحمدون، هذا إذا لم نقل إنها وصلت إلى مرحلة الجمود”.

تنوع

وعن المقارنة نسبة الحجوزات بين فنادق العاصمة بيروت وباقي المناطق، يقول الأشقر، “من الممكن أن تصل النسبة في بيروت إلى 100 في المئة، ولكن هذا لا يعني أن الوضع بخير، ذلك أن فنادق العاصمة تستقبل مؤتمرات ومجموعات، وهذا ما كان يحصل في الأعوام الماضية، إذ كانت تلك المؤتمرات تتوزع على المناطق، وكان في الماضي الطلب أكثر من العرض، وكان الزبائن ينتظرون على قوائم الانتظار، فيتوزعون حينها على المناطق، مما يجعل فنادق العاصمة تعمل ما بين 85 إلى 95 في المئة، وفنادق المناطق ما بين 60 إلى 70 في المئة، فتنتعش حينها، وليس كما يحصل الآن”. ويضيف أن “هناك عامل منافس آخر لقطاع الفنادق هو تطبيق Airbnb الذي يجذب السائح الأوروبي والمغترب اللبناني”.

ومع بداية كل موسم سياحي، ثمة من يتذمر من أسعار الفنادق والمطاعم، وأن السياحة في لبنان مكلفة مقارنة بالدول المجاورة أو الأوروبية. يشرح الأشقر “إن هذا الكلام غير صحيح، هناك غرف في فنادق وسط شارع الحمراء في بيروت بـ 30 دولاراً فقط وأخرى بـ 1000، مثل أي عاصمة أوروبية أو أخرى آسيوية،  السياحة بشكل فردي مكلفة أكثر من السياحة عبر جماعات”.

ولكن هل ترى أن وضع الحجوزات سيتحسن في الأيام المقبلة؟ يجيب “إن الأمن مستتب في لبنان، وإن الوضع أفضل من كل الأوضاع في العالم، حيث تحدث مشاكل أمنية يومياً حول العالم، لكن الإعلام لا يسلّط الضوء عليها. حدثت كارثة في الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2001، لم نشاهد نقطة دم أو جنازة واحدة. أما بالنسبة إلى حادثة قبرشمون، فشاهدنا كل شيء عبر شاشات التلفزة، وهذا لا يجوز، الانقسام العمودي بين السياسيين يضر بالبلد وباقتصاده، عند أول كل صيف تبدأ الإشاعات: البحر ملوث، حوادث أمنية، شلل حكومي، يجب أن يكون هناك وعي سياسي لصالح البلد”.

أما رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة في لبنان جان عبود، فيرى من جهته “أن الأوضاع بخير بل مزدهرة”، إذ “إن هناك 65 طائرة تهبط في مطار بيروت الدولي و15 ألف سائح يصلون يومياً، وارتفعت حركة الركاب في الأشهر الستة الأولى من 2019 ما نسبته 12 في المئة، مقارنة بالعام الماضي”. وتوقع أن تتراوح نسبة النمو عام 2019 بين 15 و20 في المئة مع ارتفاع عدد الوافدين من 9000 راكب إلى 15000 راكب يومياً”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى