الأمم المتحدة تنشئ لجنة تحقيق حول إستهداف القوات السورية المستشفيات والمدارس شمال غربي البلاد
محرر النشرة الدولية –
أعلنت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن إنشائه اليوم “الجمعة”، لجنة تحقيق بشأن الهجمات التي ترتكبها القوات السورية على المنشآت الصحية والمدارس وغيرها من المنشآت المدعومة من قبل الأمم المتحدة في مناطق شمال غربي سوريا.
وتأتي موافقة على هذا التحقيق، بعد تقديم عشر دول أعضاء في مجلس الأمن طلبا لتقصي الحقائق بشأن الدمار الذي لحق بالمنشآت المدنية في محافظة إدلب، التي تحوي آخر أكبر المعاقل للمعارضة المسلحة شمال غربي البلاد.
وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن غوتيريش استخدم السلطات التي يمنحها له ميثاق الأمم المتحدة في تشكيل لجنة تحقيق داخلية، حيث سيتضمن عملها النظر إلى المنشآت التي تدعمها الأمم المتحدة في المنطقة.
وكان ثلثي أعضاء مجلس الأمن الدولي، قد طلبوا أمس من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التحقيق في تعرض منشآت طبية تدعمها المنظمة الدولية في شمال غربي سوريا لهجمات. وقد اتهمت المنظمة السلطات في دمشق بارتكاب مذابح في إدلب طيلة الثلاثة أشهر الأخيرة.
وسلمت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا وبيرو وبولندا والكويت والدومينيكان وإندونيسيا التماسا دبلوماسيا رسميا للأمين العام الأممي بشأن عدم إجراء تحقيق في الهجمات التي تتعرض لها المرافق التي تدعمها الأمم المتحدة في محافظة إدلب شمالي سوريا.
وقالت الدول المذكورة في الطلب “تعرض ما لا يقل عن 14 منشأة مدعومة من الأمم المتحدة (…) لأضرار أو دمرت في شمال غرب سوريا منذ نهاية أبريل (نيسان).. لذا نطلب منك بكل احترام أن تدرس فتح تحقيق داخلي بالأمم المتحدة في الهجمات التي ألحقت أضرارا، أو دمرت مرافق تدعمها الأمم المتحدة (…) ورفع تقرير فوري”.
ومن جانبه قالت سوزانا سيركين، مديرة السياسات في منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، أمام المجلس خلال اجتماع، الثلاثاء، حول الموقف الإنساني في سوريا، إنه منذ أطلق الرئيس بشار الأسد الهجوم ضد إدلب في 30 أبريل الماضي، تلقت المنظمة تقارير عن 46 هجوما ضد منشآت الرعاية الصحية. وأضافت أن المنظمة تحققت من 16 هجوم إلى الآن.
وقال الدفاع المدني السوري، المعروف أيضا باسم “منظمة الخوذ البيضاء”، إن قوات النظام والقوات الموالية له استهدفت خلال هجومها على إدلب والذي بدأ قبل ثلاثة أشهر، 15 من مراكزه وقتلت سبعة متطوعين.
وقال مدير منظمة “الخوذ البيضاء”، رائد الصالح، إنه ما من مكان آمن في المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، التي يقطنها ثلاثة ملايين نسمة.
تصريحات الصالح، جاءت خلال بث حي عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي من داخل إدلب، وتعتبر “الخوذ البيضاء”، الجماعة الرئيسية التي تقدم خدمات الإنقاذ في المنطقة.
ومنذ انطلاق هجوم الحكومة السورية على إدلب، مدعوما بغارات جوية روسية، لقي مئات الأشخاص حتفهم، واستهدفت الغارات البنية التحتية الرئيسية بما في ذلك المراكز الصحية ومحطات معالجة المياه.
والخميس، أعلن النظام السوري موافقته على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب ليلة الخميس، مقابل تراجع المعارضة وتسليمها أسلحتها، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية “سانا”.
كما اشترطت الحكومة السورية تطبيق اتفاق سوتشي الذي يقضي بتراجع المعارضة بحدود ٢٠ كيلومترا من خط منطقة خفض التصعيد بإدلب، بالإضافة إلى سحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وزعمت الحكومة السورية بأن 119 مستشفى في إدلب هي أهداف مشروعة لأنها تُستخدم من قبل المقاتلين الأعداء. لكن لوكوك عبر عن شكوكه، وأشار إلى أن إحدى المرافق القليلة المذكورة في القائمة السورية كانت بالفعل مستشفى يعمل بدعم من الأمم المتحدة.
يجب أن يهدف التحقيق الأممي إلى تحديد ما إذا كانت آلية تفادي النزاع قد تم استغلالها، ومن المسؤول عن الهجمات على المواقع المحمية، وأفضل السبل لمنع إساءة استخدام مثل هذه الآليات في المستقبل. يجب أن تكون النتائج علنية ومتاحة للهيئات الدولية التي تبني ملفات القضايا المتعلقة بالجرائم الخطيرة في سوريا.
وكان غوتيريش قبيل قراره اليوم مترددا بشكل عام في استخدام سلطته لبدء هذه التحقيقات، لكنه أظهر اليوم وبقراره إنشاء لجنة تحقيق، أظهر قدرة الأمم المتحدة على الوقوم ضد جرائم الحرب المرتكبة في سوريا.