مظاهرات تدعو إسرائيل للاعتراف باختطافها المنهجي لأطفال اليمن اليهود.. وحكومتها تفتح مقابر للتحقيق في القضية
محررالنشرة الدولية –
تظاهر نحو مئتيْ شخص، الأربعاء، في القدس، أمام مقريْ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس الجمهورية، رؤوفين ريفلين، مطالبين باعتراف رسمي من قبل الدولة الإسرائيلية بقضية اختطاف الأطفال اليمنيين “الممنهجة” في السنوات الأولى لقيام دولة إسرائيل.
وحمل المتظاهرون صوراً ولافتات ألصقت عليها صور لأطفال ودوّنت عليها تواريخ خطفهم، بحسب ما نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وكانت جمعية “عمرم” الإسرائيلية المعنية بقضية مئات – وربما آلاف، بحسب هآرتس – أطفال اليمن والبلقان اليهود الذين اختفوا في بدايات تأسيس إسرائيل، هي التي دعت إلى الاحتجاج اليوم، بهدف تسليط الضوء على المسألة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد شكّلت لجنة خاصة في العام 2001 للنظر في الادعاءات التي تحدثت عن عمليات خطف ممنهجة ومنظمة لأطفال يهود بين 1948 و1956 من اليمن ودول أخرى.
وبحسب ما تشير إليه هآرتس، إن عدداً من الأطفال، يتراوح من 1500 إلى 5000، أكثريتهم من اليمنيين، قد اختفوا في السنوات الأولى لتأسيس الدولة العبرية. وكان يتم تبليغ أهل الأطفال بموتهم بسبب المرض، فيما تقول المزاعم إنهم كانوا يؤخذون إلى أهالٍ يهود أشكناز، نجوا من المحرقة.
وخلصت اللجنة، كاثنتين أخريين سبقتاها، إلى أن أكثرية هؤلاء الأطفال ماتوا بسبب الأمراض، كما أن أقلية تمّ تبنّيها، ولكن تلك الخلاصة وضعت مهنية اللجنة موضع مساءلة، مستبعدة بذلك الاتهام بالقيام بعمليات اختطاف منهجية.
وذكرت مصادر بأن مكتب الادعاء العام الإسرائيلي وافق على طلب 17 عائلة إسرائيلية من أصل يمني بفتح عدة مقابر قد تحوي جثثاً لأطفالهم الذين اختفوا منذ خمسينيات القرن الماضي.
وطلبت العائلات إجراء اختبارات الحمض النووي للتعرف على هوية الأطفال الموتى كجزء من التحقيقات فيما يُعرف بالقضية اليمنية في إسرائيل.
ويطالب نشطاء إسرائيليون حكومتهم بمزيد من التحقيقات في القضية التي يزعم فيها المدعون أن أطفالهم اختطفوا إبان بدء هجرة اليهود اليمنيين إلى إسرائيل في خمسينيات القرن العشرين.
ويقول نشطاء إن المئات من الأطفال تم اختطافهم من مخيمات استيعاب المهاجرين الوافدين إلى إسرائيل في ذلك الوقت وقيل للعائلات إن أطفالهم قد ماتوا دون إصدار شهادات وفاة أو تسليم جثثهم لذويهم.
وتقول العائلات إن الأطفال اليمنيين تم اختطافهم ليتبناهم أزواج يهود من أصول غربية ممن عجزوا عن الإنجاب، وهو ما يفتح ملف العنصرية ما بين اليهود في إسرائيل طبقاً لأصولهم العرقية.
وبعد عقود طويلة من محاولات النشطاء والمدعين، وافقت الحكومة الإسرائيلية على الكشف عن وثائق سرية تتعلق بالقضية في العام 2016.
وقالت إحدى أفراد العائلات المدعية والتي اختفت أختها من مخيمات استقبال اللاجئين إنها ترحب بقرار فتح المقابر لعل التحقيقات تكشف عن حقيقة اختفاء أختها منذ أكثر من 50 عاماً.