محرر النشرة الدولية –
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة في بيان أن بلاده ستنسحب ابتداء من السبت من “معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة” المبرمة مع موسكو أثناء الحرب الباردة، مشيرا إلى أن العملية “ستكتمل خلال ستة أشهر”. وأكد حلف شمال الأطلسي دعمه “الكامل” لقرار واشنطن.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستعلق ابتداء من السبت “كافة التزاماتها بموجب معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة والبدء في عملية الانسحاب من المعاهدة والتي ستكتمل خلال ستة أشهر، إلا إذا عادت روسيا للالتزام بالمعاهدة وتدمير جميع الصواريخ والمنصات والمعدات التي تنتهكها”.
ووأكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الجمعة، انسحاب واشنطن رسميا من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى مع روسيا.
ونقلت “فرانس برس” عن بومبيو قوله، إن واشنطن أعلنت بصفة رسمية انسحابها من المعاهدة، التي أبرمت عام 1987 إبان الحرب الباردة.
وأضاف، خلال زيارة إلى بانكوك للمشاركة في قمة إقليمية، أن “انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة يبدأ مفعوله اليوم”، مشيرا إلى أن “روسيا هي المسؤول الوحيد عن انتهاء المعاهدة”.
ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “في الثاني من أغسطس 2019 ومبادرة من الجانب الأميركي، انتهت … المعاهدة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة حول الحد من صواريخهما المتوسطة والقصيرة المدى”.
ودعا وزير الخارجية سيرغي ريابكوف الولايات المتحدة إلى تجميد نشر الصواريخ المتوسطة المدى، بعد أن انتهت المعاهدة.
ونقلت وكالة “تاس” عن ريابكوف قوله: “اقترحنا على الولايات المتحدة وأعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي أن يفكروا في تجميد نشر الصواريخ المتوسطة المدى”.
وأضاف: “سيكون هذا التجميد مشابها للذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتن عندما قال إنه في حال عدم نشر الولايات المتحدة هذه المعدات في بعض المناطق، ستمتنع روسيا أيضا عن القيام بذلك”.
وحمّل حلف شمال الأطلسي روسيا مسؤولية انتهاء معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة، متعهدا برد “مسؤول”.
وكانت موسكو وواشنطن قد تبادلتا الاتهامات في خرق الاتفاقية، إذ وجهت الولايات المتحدة في فبراير المنصرم إشعارا عن عزمها الانسحاب ما لم تمتثل روسيا لبنود الاتفاق، فيما نفت الأخيرة أي انتهاكات من جانبها، واعتبرت أن واشنطن هي من خرقت الاتفاق.
ويقول مراقبون إن خطورة الانسحاب من هذه الاتفاقية تكمن ببدء منافسة جديدة بين البلدين في التسلح، هذا إلى جانب التهديد لاتفاقية “ستارت” حول الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية التي ينتهي مفعولها أصلا عام 2121.
وأجبرت معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة المدى المعروفة باسم “آي أن أف”، التي وقعت بين الرئيس الأميركي رونالد ريغن، ونظيره السوفيتي، ميخائيل غورباتشيف، للمرة الأولى البلدين على خفض ترسانتيهما.
وعندما تم توقيعها في واشنطن، وصفت المعاهدة بـ”التاريخية”، وفتحت الطريق لعهد جديد في العلاقات بين الكتلتين الشرقية والغربية إبان الحرب الباردة.