جرح الصحراء* صلاح الساير
النشرة الدولية –
نحن في الجزيرة العربية أمة بحرية، عرفنا البحر وخبرناه وبرعنا في ركوبه مثلما عرفنا الصحراء وسيطرنا عليها وزرعنا واحاتها، وأجرينا المياه في أفلاجها تحت الأرض، وقطعنا مفازاتها بعد ان تمكنا من استئناس الجمل، وشيدنا مدائنها التاريخية.
ورغم السواحل الطويلة المحيطة بالجزيرة العربية ورغم تاريخنا البحري المجيد الذي ربطنا بالأمم الأخرى، فإن الناس (العرب) لا يعرفون سوى الصحراء والجمال والخيام كلما تعلق الأمر بالجزيرة العربية أو الخليج.
فنحن في بعض العيون الرمداء (بدو) لا تاريخ لنا، ولا مجد، أو حياة مدنية.
هذه النظرة الغالبة لدى عموم الشعوب العربية «قناعة راسخة» لن تغيرها الحقائق الساطعات.
فنحن، رغم الماضي المرصود، والحاضر المشهود، والمستقبل الموعود، مجرد بداة يملكون النفط (!) لهذا يسهل على الجميع توجيه الغمز واللمز لنا والسعي إلى الإساءة لنا بعنصرية فجة. والأدبيات العربية والتصريحات والشواهد والمشاهدات تعج بالأمثلة.
ومؤخرا، في عصر اليوتيوب شاهدنا الأفراح والليالي الملاح التي لا يتم فيها الفرح والسرور دون توجيه الشتائم للدول الخليجية.
فنحن «دول حديثة» رغم الاستيطان البشري المستمر منذ آلاف السنوات.
ما العمل إزاء هذه الورطة المعرفية مع من نطلق عليهم «اشقاء»؟ العمل بتقديري يبدأ بالاعتراف بأن الذهنية العربية المثقلة بالهزائم يصعب اختراقها من اجل تغيير نظرتها العدوانية تجاهنا. فالأعمى لا يبصر وان زرعت النور في مقلتيه.
والحل الوحيد يكمن في اتفاق الدول الخليجية على قانون «تجريم معاداة الخليجية» على غرار «معاداة السامية» ودعوة الحكومات «الشقيقة» إلى تبني هذا القانون لمكافحة العنصرية العربية ضدنا، وذلك لإسكات الافواه الملعونة والاقلام المسمومة، وملاحقتها قضائيا، وتعقبها من أجل منع دخولها إلى فردوس هذه الصحراء المـظلومة.
الأنباء الكويتية