الصقور لا تأكل الهمبرجر* صلاح الساير

النشرة الدولية –

هي اشترت فستانا جديدا من إحدى العلامات التجارية الشهيرة والتي تتميز بالفساتين (خصر واطي) وبعد ان ارتدت الفستان تذكرت ان قوامها (اسطواني) بلا خصر أو منحنيات بسبب عدم ممارسة الرياضة، فأدخل الفستان الثمين الحزن إلى قلبها وهي التي اشترته لتفرح. اما هو فإنه، بعد ان جرب أشياء كثيرة في حياته الكئيبة، قرر شراء (صقر) بسعر مرتفع. وفي أول رحلة قنص فر الصقر من الصقار الغشيم، وحلق في السموات يصطاد ويأكل الطيور الطازجة في حين عاد صاحبه إلى تناول الهمبرجر بالمايونيز!

الشراء أو الاقتناء أو التملك ينبغي ان يكون في المرحلة الأخيرة من علاقتنا بالأشياء أو الأمور أو الممارسات، فالذي يسافر إلى مدينة «فيينا» عاصمة النمسا ويحجز مقعدا في الحفلة الموسيقية ينبغي ان يكون متدربا على الإصغاء، أو يملك القدرة على تذوق الموسيقى، ويفضل ان يدرك تاريخ هذه المقطوعة أو سيرة العازف كي يستمتع بحضوره الحفلة، وإلا ليجلس في بيته ويستمع لشريط موسيقى (هبان)، ذلك ان المعارف المفقودة والدربة الغائبة تضعف من قدرتنا على الاستمتاع بتفاصيل الحياة وإن ملكنا نواصيها.

غياب الاهتمام بالفنون والآداب والرياضات والتاريخ والعلوم والمعارف والمعلومات العامة، والركون إلى الكسل والاعتيادية، وانعدام روح المغامرة، والخوف من التجارب، والقبول بالحياة الرتيبة التي اعتدنا عليها والتي تشبه حياة اسماك الزينة في أحواض السمك، تدور حول نفسها على نحو اعتيادي، جميعها أمور تفقد الحياة طعمها في المجتمعات العربية حيث السكونية تهيمن على الأفراد الذين تنتشر بينهم ثقافة الموت وكراهية الحياة بسبب جهل الناس بالتفاصيل المدهشة التي تعج بها الحياة.

الأنباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button