مصر تستثمر في الطاقة المتجددة بديلاً عن الوقود الإحفوري

القاهرة – أحمد سبع الليل
أعظم المشاريع الهندسية بالقرن العشرين هكذا أطلق علي السد العالى في صعيد مصر، بإعتباره مشروعًا قوميًا، متفوقًا علي 122 مشروعات عملاقاً في العالم، لفوائده الكبيرة علي البشرية واستدامة مشاريعه البيئية، هذا السد الذي افتتح رسميًا عام 1971م، كما ينتج السد العملاق الطاقة الكهربية بحجم 10مليار كيلووات ساعة سنويا، الأمر الذي جعل منه مشروعًا إنسانيًا للبشرية يخدم الكوكب في استدامة حقيقية ويحافظ عليه، فقد كان ولا زال أهم مشروعات الطاقة النظيفة (المتجددة) في منطقة الشرق الأوسط.
ووفقًا لتقرير “آفاق الطاقة المتجددة في مصر” الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا)، فإن إجمالي القدرات المركبة من المصادر المتجددة حتى الآن تقدر بنـحو 3.9 جيجا وات من الطاقة المائية والرياح والشمس؛ وذكر التقرير أن الطاقات المتجددة يمكنها أن تحقق وفورات فى التكاليف قدرها 900 مليون دولار سنويًا لمصر.
من جانبه قال عدنان أمين، الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة: “إن إمكانيات مصر من الطاقات المتجددة هائلة، وتتحرك الحكومة بحزم نحو الإسراع بنشرها، ويعكس مجمع بنبان للطاقة الشمسية بقدراته المبهرة تلك الدفعة القوية غير المسبوقة؛ مضيفًا: بناء على تلك الانجازات التي تحققت، أمام مصر الفرصة لرفع سقف طموحاتها الذى ينطوى على زيادة الاستثمارات بنسبة كبيرة، يستلزم جذب هذه الاستثمارات وضع أطر سياسات عامة مستقرة، وتشريعات تنظيمية بسيطة توفر الوضوح والثقة للمستثمرين، كما أن الاستثمارات في الطاقة المتجددة لا تفي فقط بالاحتياجات المتزايدة للطاقة، وإنما تساعد أيضًا في تعزيز النمو الاقتصادي، وخلق الوظائف، وتطوير التصنيع المحلي”.

 أين وصلت استثمارات مصر في الطاقة المتجددة؟
وتستثمر مصر 10 مشروعات عملاقة حديثة من طاقة الرياح بطاقة إجمالية تقدر بنحو 3370 ميجا وات، منها 1000 ميجا وات لمشروعات تم تنفيذها و 370 ميجا وات لمشروعات تحت التنفيذ و 700 ميجا وات لمشروعات تحت الدراسة و 1270 ميجا وات لمشروعات مخططة.
 كما تستثمر الحكومة المصرية 16 مشروعًا عملاقًا حديثًا من الطاقة الشمسية بطاقة إجمالية تقدر بنحو 3582 ميجا وات، منها 312 ميجا وات لمشروعات تم تنفيذها و 2000 ميجا وات لمشروعات تحت التنفيذ و 770 ميجا وات لمشروعات تحت الدراسة و 500 ميجا وات لمشروعات مخططة.
 متى تحل مصادر الطاقة المتجددة محل الوقود الأحفوري؟
فيما يعتقد أغلب الخبراء أن الطلب على الطاقة سوف يرفع ويستمر في المستقبل القريب، كما يعتقدون أن مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح و الطاقة الشمسية سوف تحل محل الوقود الأحفوري.
 ففي اللحظة التي يصل فيها نمو إنتاج مصادر الطاقة المتجددة إلى نقطة اللاعودة، ستبدأ هذه الطاقة بالحلول محل الوقود الأحفوري، فالأمر يعتمد علي معدلات نمو إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرهما من مصادر الطاقة المتجددة. 
حيث وصل حجم الإستثمار في الفترة من 2004 – 2015 ما يقدر بنحو 2.3 تريليون دولار، ووصل تطور قيمة الاستثمار في الدول المتقدمة ما يقدر بنحو 130 مليا دولار، وتطورت قيمة الاستثمار في الدول الناشئة ما يقدر بنحو 156 مليار دولار وفقًا لـ “sky news  عربية”.
كما توقعت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد، ونشرت في مركز ستراتفور للدراسات الاستراتيجية والأمنية، أنه فيحال ازداد الطلب على الطاقة المتجددة (الرياح أو الطاقة الشمسية) بنسبة 15 في المائة، وارتفع الطلب على الوقود الأحفوري بنسبة 0.5 في المائة، فإن الطاقة المتجددة ستصل إلى نقطة اللاعودة في القريب العاجل.

“سد عال” جديد على أرض أسوان
كما تستهدف مصر أن يكون 20% من إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2022، وهو ما جعل مصر تسعى جاهدة لإنشاء محطة بنبان الشمسية، التي تعد الأكبر من نوعها في العالم.
ويعتبر مشروع “بنبان” الذي يقع في محافظة أسوان، واحداً من أكبر تجمع لمحطات الطاقة الشمسية في العالم، حيث يحتوي المشروع على 32 محطة شمسية لتوليد الطاقة بقدرة 1465 ميجاوات، مما يعادل 90% من الطاقة المنتجة من السد العالي، ويقام المشروع على مساحة قدرها 37 كيلومترا مربعا، الأمر الذي جعل من المشروع يحصد جائزة أفضل مشروعات البنك الدولى على مستوى العالم لعام 2018.
حيث سيشهد شهر سبتمبر المقبل دخول 1465 ميجا وات إلى الشبكة القومية للكهرباء للاستفادة منها، بعد إنتاجهم بواسطة 32 شركة بمشروع الطاقة الشمسية بنبان، وهى بمثابة “أكثر من نصف إنتاج السد العالى”، كما يساعد في تفادي أكثر من 2 مليون طن من الانبعاثات الكربونية مما يساهم في حماية البيئة وخفض أحد أهم المسببات الأساسية للاحتباس الحراري.
42 % من استهلاك مصر للكهرباء طاقة متجددة بحلول 2035
من جانبه أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة التي تتمتع مصر بثراء واضح في مصادرها والتي تشمل بشكل أساسى طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وقد كانت الخطوة الأكثر أهمية هي التعديلات التشريعية التي كان ينبغي القيام بها لإزالة عقبات الاستثمار.
وتابع “شاكر”، أنه تم توقيع اتفاقية تعاون مع أحد بيوت الخبرة العالمية في وضع إستراتيجية للمزيج الأمثل فنيًا واقتصاديًا للطاقة في مصر “بترول ـ كهرباء” حتى عام 2035 والتي تتضمن تعظيم مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لتصل نسبتها إلى ما يزيد عن 42% بحلول عام 2035 ويتم حاليًا  إجراء الدراسات اللازمة لزيادة هذه النسبة لتصل إلى 47 %.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى