كشمير: صدامات بين آلاف المحتجّين والشرطة الهندية ومجلس الأمن يجتمع لبحث التصعيد إستجابة لطلب باكستان

محرر النشرة الدولية –

دارت صدامات، الجمعة، بين مئات المحتجين في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، والشرطة التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وكريات من بنادق الضغط باتجاههم، على ما ذكر مراسل وكالة “فرانس برس”.

وفي الأثناء عقد مجلس الامن الدولي جلسة خلف أبواب مغلقة صباح الجمعة لمناقشة الوضع في كشمير إستجابة لطلب باكستان.

واندلعت الصدامات بعدما احتشد آلاف عدة في مدينة سريناغار، مركز المنطقة في اليوم الثاني عشر من الإغلاق الأمني، بعد تجريد كشمير من الحكم الذاتي، وإلحاقها بالحكومة المركزية. ولم يتم الإبلاغ في الحال عن إصابات.

“تخفيف بعض القيود” 

وكان مسؤول في الشرطة بمنطقة كشمير المضطربة قال إن الهند خففت بعض القيود على الحركة فيها. لكن الهواتف والإنترنت لا تزال معطلة لليوم الثاني عشر، الجمعة.

وقال منير خان لوكالة “فرانس برس” ان جامع “مسجد”، المسجد الرئيسي في المنطقة ذات الاغلبية المسلمة، ويتسع لآلاف المصلين، ظل مغلقا أمام المصلين الجمعة.

وبسبب خشية الحكومة المركزية من تنظيم احتجاجات ووقوع اضطرابات، تخضع كشمير التي باتت تابعة للإدارة الهندية المركزية، لإجراءات مشددة منذ الرابع من آب، أي قبل يوم من تجريد نيودلهي المنطقة من الحكم الذاتي الذي كانت تتمتع به.

ونُشر عشرات آلاف عناصر القوات الإضافيين، انضموا إلى نصف مليون منتشرين فيها بالفعل، ما حوّل أجزاء من مركز المنطقة، مدينة سريناغار، حصنا تنتشر فيه حواجز الطرق والأسلاك الشائكة.

وقال خان إنه تم بالفعل رفع القيود المفروضة في جامو، المنطقة ذات الأغلبية الهندوسية والأكثر هدوءًا.

كذلك، خففت تلك القيود في وادي كشمير، المعقل الرئيسي لمقاومة الحكم الهندي.

وقال خان لوكالة “فرانس برس”: “يجب ان يكون واضحاً: فرض القيود وتخفيفها يتمّان تبعا لكل منطقة، ولا يمكن تعميم الأمر”.

وذكرت وكالة أنباء “برس ترست” الهندية أن إدارة الدولة أمرت، عبر بلاغ إذاعي، موظفي الحكومة بالعودة إلى العمل ابتداء من يوم الجمعة، بينما ظلت المدارس والمتاجر والمباني التجارية الأخرى مغلقة.

ونقلت الوكالة عن مسؤول لم تذكر اسمه، إن السلطات تدرس السماح بفتح المدارس في الوادي الأسبوع المقبل.

وأضاف المسؤول: “نحن نتخذ ترتيبات لفتح جميع المكاتب الحكومية في شكل طبيعي ابتداء من  الاثنين. حتى عندما يتقرر إعادة خدمات الهاتف، فسيتم ذلك على مراحل”.

 

رغم التشديد الأمني، نظمت احتجاجات معزولة، بما في ذلك يوم الجمعة الماضي، عندما قال سكان إن نحو ثمانية آلاف شخص خرجوا إلى الشوارع، وإن الجيش استخدم بنادق ضغط في مواجهة المتظاهرين.

ولم تؤكد الحكومة الهندية وقوع صدامات إلا بعد أيام عدة. وألقت باللوم فيها على من أسمتهم “لصوصاً” رشقوا قوات الأمن بالحجارة. وقالت إن قواتها ردت على ذلك “بانضباط”. وكانت قد نظمت تظاهرة أصغر بكثير الاثنين، ووردت أنباء عن تنظيم أخرى.

في هذه الأثناء احتجزت السلطات أكثير من 500 شخص، بينهم سياسيون كشميريون وأساتذة جامعات وكبار رجال الأعمال وناشطون.

وذكرت صحيفة “إنديان إكسبرس” اليومية أن قوات الأمن احتجزت أيضاً صحافياً يدعى عرفان مالك من صحيفة “كشمير الكبرى” مساء الأربعاء.

قسمت كشمير بين الهند وباكستان منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947.

وقتل عشرات آلاف الأشخاص، معظمهم مدنيون، في انتفاضة ضد الحكم الهندي اندلعت منذ عام 1989.

وكانت كشمير سبباً لحربين وصدامات لا حصر لها بين الخصمين اللدودين المسلحين نووياً، آخرها في شباط عندما شنتا غارات جوية متبادلة.

وقال مسؤولون في الجزء الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير الخميس، إن ثلاثة جنود لقوا حتفهم في قصف هندي عبر خط المراقبة، وهو بمثابة حدود فعلية بينهما، وقتل آخران في حادث منفصل.

وقال الجيش الباكستاني أيضا إنه رد على إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل خمسة جنود هنوداً.

لكن متحدثًا باسم الجيش الهندي نفى حدوث ذلك في تصريح لوكالة الأنباء الهندية مساء الخميس.

وتتكرر المناوشات عبر خط المراقبة. لكن الوفيات الأخيرة جاءت بعدما حذرت باكستان من استعدادها لمواجهة أي عدوان هندي على كشمير.

في خطوة نادرة، سيناقش مجلس الأمن الوضع بين البلدين في جلسة مغلقة في وقت لاحق الجمعة، على ما ذكر ديبلوماسيون.

احتفلت باكستان الخميس “باليوم الأسود” ليتزامن مع احتفالات يوم الاستقلال الهندي، مع تحذير رئيس الوزراء عمران خان من “التطهير العرقي” المحتمل في كشمير.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button