جدل يخيّم على افتتاح الدورة الـ76 من مهرجان البندقية
النشرة الدولية –
تنطلق الدورة السادسة والسبعون من مهرجان البندقية السينمائي، الأربعاء، بحضور كوكبة من النجوم، لكن على خلفية جدل حول مشاركة المخرجين رومان بولانكسي ونايت باركر.
وسرعان ما لقي هذا المهرجان الذي يطلق موسم المكافآت السينمائية والذي يتوجّ بحفلة “أوسكار” انتقادات لاذعة، إذ يقتصر التمثيل السينمائي على مخرجتين من أصل 21 مخرجا تنافسوا على الجائزة الكبرى.
والمخرجتان المشاركتان في دورة العام 2019 هما السعودية هيفاء المنصور التي اشتهرت بفيلم “وجدة” مع عملها الجديد “المرشح المثالي” والأسترالية شانون مورفي مع “بايبيتيث”.
وكان مدير المهرجان ألبرتو باربارا قال العام الماضي إنه يفضّل التخلّي عن منصبه على الإذعان للضغوط بشأن نسب تمثيل متفاوتة.
لكن نسخة العام 2019 من هذه الفعاليات الممتدّة على 11 يوما والتي عرضت خلالها ثلاثة أعمال من الأفلام الخمسة الاخيرة الحائزة أوسكار أفضل فيلم، لقيت تنديدا كبيرا من النشطاء النسويين.
وغرّدت ميليسا سيلفرستاين مؤسسة حركة “ويمن أند هوليوود”: “أولا يحضرون مغتصبا وثانيا لا يدرجون في المسابقة سوى مخرجتين. فماذا أفوّت عليّ”، في إشارة إلى إدانة بولانسكي باغتصاب فتاة في الثالثة عشرة من العمر سنة 1978.
وهي انتقدت أيضا عرض آخر لأعمال المخرج الأميركي نايت باركر “أميركين سكين” خلال فعاليات على هامش المهرجان.
وكتبت عبر “تويتر”: “تبلين بلاء حسنا أيها البندقية”، مرفقة تغريدتها بمحاكمة الممثل الذي خاص مجال الإخراج على خلفية الاغتصاب وقت كان في الجامعة.
وكان فيلم باركر الأول “بيرث أوف إيه نايشن” عن ثورة مستعبد الذي صدر سنة 2016 قد تعرّض لحملة عنيفة بعدما تبيّن أن مخرجه اتهم باغتصاب زميلة له في الدراسة أقدمت على الانتحار لاحقا.
وتمّت تبرئته من هذه التهمة، لكنه أقرّ لاحقاً: “عندما أستذكر أيام مراهقتي، يتضّح لي أنه كان يجدر بي أن أتحلى بمزيد من الحكمة”.
وقد تعهّد المخرج الأميركي سبايك لي السفر إلى البندقية لدعم نظيره باركر “الجريء”.
وهو قال في بيان عن الفيلم الجديد الذي يروي قصة أحد قدامى القوات البحرية الذي قرّر إحقاق الحقّ بنفسه بعد مقتل ابنه “لم يؤثر فيّ عمل كهذا… منذ فترة طويلة جدا”.
لكن لا شك في أن بولانسكي (85 عاما) هو الذي سيثير ضجة أكبر مع العرض الأولي لفيلمه الجديد حول اضطهاد الجندي الفرنسي اليهودي ألفريد دريفوس “ان أوفيسر أند ايه سباي “.
وتساءلت فيونوالا هاليغان كبيرة النقاد في مجلة “سكرين دايلي” عن المغزى من خيارات دورة العام 2019.
وهي كتبت: “بابرا لم يجد مخرجة على قدر توقعات، لذا أدرج فيلما جديدا لمخرج حكم عليه باغتصاب طفلة”، مشيرة إلى “الرسالة واضحة لا لبس فيها… فالنساء لا يفين بالغرض”.
وختمت بالقول إن “هذا الخلل بين تمثيل الرجال والنساء لم يعد مقبولا… وبولانسكي يزيد الطين بلة”.
ودافع بربرا عن خياراته هذه، مشدداً على أن “الكثير من الأفلام تتطرق إلى ظروف المرأة هذه السنة، حتى لو كان من إخراج رجال، ما يكشف عن بعد جديد”.
وهو أكد أنها “خير دليل على أن فضائح السنوات الأخيرة خلّفت أثرا في ثقافتنا”.
وقد يخطف هذا الجدل الأضواء من مشاركة كوكبة من كبار النجوم فيه، من أمثال براد بيت وجوني ديب وكريستن ستيوارت وميريل ستريب وسكارلت جوهانسن وميك جاغر.
ومن المتوقع أيضا حضور آدم درايفر وبينيلوبي كروز وروبرت دي نيرو.
وتفتتح الدورة السادسة والسبعون بفيلم للمخرج الياباني هيروكازو كوري-إدا الذي نال جائزة أفضل فيلم العام الماضي في مهرجان كان، بعنوان “الحقيقة” من بطولة كاترين دونوف وجولييت بينوش وإيثن هوك.