المدربون في إنجلترا لن يشعروا بالراحة ما دامت الأندية في أوروبا مستمرة في التعاقد مع لاعبين جدد

النشرة الدولية –

في البداية، دعونا نتفق على أن المدير الفني لنادي توتنهام هوتسبير، ماوريسيو بوكيتينو، كان محقاً تماماً في التصريحات التي أكد فيها أنه ليس من المنطقي أن تنتهي فترة انتقالات اللاعبين في إنجلترا قبل مثيلاتها في بقية البلدان الأوروبية بثلاثة أسابيع.

وبالنظر إلى الطريقة التي رحل بها المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو عن مانشستر يونايتد، لم يجد النادي الإنجليزي الوقت الكافي للتعاقد مع بديل جيد، ووجد نفسه مضطراً للتحرك لضم المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، البالغ من العمر 33 عاماً، وهو ما يعني أن أي مدير فني مسؤول عن تدريب فريق يضم لاعباً مرغوباً من أندية خارجية لن يشعر بالراحة حتى بداية شهر سبتمبر (أيلول)، وهو موعد انتهاء فترة الانتقالات الصيفية في البلدان الأخرى.

ومن بين هؤلاء اللاعبين بول بوغبا، وكريستيان إريكسن، ومورغان شنايدرلين، وعدد آخر من اللاعبين الذين ارتبطت أسماؤهم بكثير من الأندية الخارجية طوال الصيف الجاري. وكما يشير بوكيتينو، فإنه «ليس من المنطقي» أن نترك هذه المشكلة تؤثر على الأندية التي تترك لاعبيها، ولا يمكنها العثور على بديل لهم إلا في أقرب فترة انتقالات، أي في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل!

ولا يبدو أن ريال مدريد قد قرر التخلي عن فكرة التعاقد مع إريكسن الذي قد يعتمد مصيره على اللاعبين الآخرين الذين سيضمهم برشلونة وريال مدريد خلال الأسبوعين المقبلين، لكن لن يكون من الصعب للغاية تخيل رحيل بوغبا عن مانشستر يونايتد، رغم عدم رغبة النادي في التخلي عن خدماته. وفي هذه الحالة، لن يكون من الصعب أيضاً أن نرى المدير الفني لمانشستر يونايتد، أولي غونار سولسكاير، وهو يخرج لوسائل الإعلام بكل شجاعة لكي يعلن أن بوغبا كان لاعباً رائعاً، ويزعم أن الفريق سيواصل المضي قدماً من دون أي مشكلات، تماماً كما فعل بعد رحيل لوكاكو عن الفريق.

ومن المؤكد أن مانشستر يونايتد ليس مضطراً لبيع بوغبا، لكن من الناحية النظرية لم يكن النادي مضطراً أيضاً لبيع لوكاكو، خصوصاً أن النادي لم يتعاقد مع أي لاعب يمكنه أن يكون بديلاً للمهاجم البلجيكي الذي سجل 42 هدفاً خلال الموسمين الماضيين. في الحقيقة، من الصعب تجنب الشعور بأن سولسكاير يواجه خطراً كبيراً، وهو يبدأ أول موسم كامل له مع الشياطين الحمر، خصوصاً في ظل حاجته الملحة إلى مدير للكرة، أو مسؤول تعاقدات ذكي يمكنه المساهمة في تعاقد النادي مع لاعبين جيدين يقدمون الإضافة اللازمة للفريق. وقد اعترف النادي بحاجته الملحة لهذا الأمر منذ ستة أشهر، لكنه لم يفعل أي شيء حيال ذلك.

وغالباً ما تهيمن «الكوميديا» على التعاقدات التي يبرمها مانشستر يونايتد، وحتى على صفقات اللاعبين الذين يبيعهم النادي. وحتى في صفقة هاري ماغواير الذي تعاقد معه مانشستر يونايتد بسعر قياسي، كأغلى مدافع في العالم، جعل مسؤولي ليستر سيتي يشعرون بأنهم انتصروا في هذه الصفقة على حساب سمعة نائب الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد، إد وودوارد، كمفاوض. لكن النمط العام في الأماكن الأخرى كان بعيداً كل البعد عن العقلانية والمنطق، لكنه ربما يكون معقولاً ومقبولاً، وفقاً للمعايير المتبعة في الدوري الإنجليزي الممتاز!

ولم يدعم ليفربول صفوفه، واكتفى بقائمة اللاعبين الذين قادوا النادي للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا، مدعومين بعودة عدد من اللاعبين الأساسيين من الإصابة، في الوقت الذي أبرم فيه مانشستر سيتي صفقتين رائعتين بمبالغ مالية طائلة. ولن يتمكن تشيلسي من استغلال المقابل المادي الذي حصل عليه من بيع نجمه البلجيكي إيدين هازارد في التعاقد مع لاعبين جدد بسبب العقوبة التي فرضت على النادي من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بعدم التعاقد مع لاعبين جدد لفترتي انتقالات. واستغل آرسنال وتوتنهام هوتسبير هذه الفرصة، ودخلا سوق الانتقالات بقوة من أجل تدعيم صفوفهما.

ولفترة من الوقت، بدا الأمر وكأن التحركات كافة التي تقوم بها الأندية الستة الكبرى في إنجلترا قد تكون محدودة، بالمقارنة بما يقوم به نادي إيفرتون الذي ربطت بعض التقارير بينه وبين النجم الإسباني دييغو كوستا، قبل أن ينجح النادي في التعاقد مع النجم الإيطالي الشاب مويس كين، ثم محاولة التعاقد مع ويلفريد زاها. وبينما لم تكن مبيعات التذاكر الموسمية تسير بشكل جيد في إيفرتون، أعلن النادي عن التعاقد مع النيجيري أليكس أيوبي، وهو ما من شأنه أن يؤثر على هذه العملية بالطبع. ومع تقديرنا واحترامنا الكامل لأيوبي، يمكن القول إن آرسنال هو الطرف الفائز في هذه الصفقة، بعدما نجح في بيع اللاعب مقابل 35 مليون جنيه إسترليني! لكن ربما يكون العزاء الوحيد لإيفرتون هو أن يعرف أن المقابل المادي الكبير الذي حصل عليه آرسنال من بيع اللاعب لن يتمكن من استخدامه في التعاقد مع زاها، بسبب انتهاء فترة الانتقالات الصيفية في إنجلترا.

ويزعم كريستال بالاس أنه يسعى للإبقاء على خدمات زاها، بغض النظر عن أي مقابل مادي، لكن الحقيقة أن النادي لم يوضع في اختبار حقيقي في هذا الصدد، وكان من الواضح أنه دخل الموسم الجديد في الوقت الذي يشعر فيه زاها بسخط كبير بسبب رغبته في الرحيل. ويبلغ زاها من العمر 27 عاماً، ويعد أحد أبرز اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن الخيارات المتاحة أمامه الآن بالانتقال إلى نادٍ من الأندية التي تلعب في دوري أبطال أوروبا سوف تقل بمرور الوقت. ولا يمكن لآرسنال أو إيفرتون في الوقت الحالي أن يعدا زاها باللعب في دوري أبطال أوروبا، رغم أن العرض الذي تقدم به إيفرتون لضم اللاعب مقابل 60 مليون جنيه إسترليني كان عرضاً قوياً جريئاً للغاية، بالنسبة لناد في مثل هذه الظروف. لكن آمال كريستال بالاس في بيع زاها مقابل 100 مليون جنيه إسترليني في المستقبل لن تكون واقعية مع مرور الوقت وارتفاع سن اللاعب.

وربما كان أستون فيلا هو الاستثناء الوحيد للقاعدة العامة، فيما يتعلق بالإنفاق بشكل منطقي ومعقول، حيث قام النادي، على عكس الناديين الصاعدين معه إلى الدوري الإنجليزي الممتاز (نوريتش سيتي الذي لم ينفق أي أموال تقريباً على تدعيم صفوفه، وشيفيلد يونايتد الذي أبرم عدد محدوداً من صفقات الشراء بشكل دائم أو الإعارة)، بإنفاق 146 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع أكثر من 10 لاعبين جدد. وكان نادي فولهام قد قام بشيء مشابه على نطاق واسع خلال الموسم الماضي، وعانى من تداعيات وخيمة، رغم أن أستون فيلا يعتقد أن دين سميث سيستمر لفترة أطول في القيادة الفنية للفريق، وسيتمكن من التكيف مع الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل أسرع مما حدث مع سلافيسا يوكانوفيتش.

ودائماً ما يكون من الصعب على الأندية الصاعدة حديثاً للدوري الإنجليزي الممتاز أن تنفق بشكل مناسب على الصفقات الجديدة، حيث يتطلب الأمر إجراء تقييم مسبق للكيفية التي سيسير بها الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن الوضع في الوقت الحالي يشير إلى أن الفريق الذي فاز بلقب دوري الدرجة الأولى، وصعد بصورة مباشرة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لم ينفق تقريباً أي أموال على تدعيم صفوفه، بينما كان الفريق الذي صعد من خلال ملحق للتصفيات من بين أكثر الأندية الأوروبية إنفاقاً على الصفقات الجديدة خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وهذه هي غرابة الدوري الإنجليزي الممتاز! ففي هذه المرحلة من الموسم، لا أحد يعرف شيئاً عما يحدث.

وقال بوكيتينو الذي بدأ موسمه السادس مع توتنهام: «أشعر بسعادة كبيرة بتشكيلة فريقي، بعد أن انتهت فترة الانتقالات في إنجلترا، لكننا لسنا في وضع جيد بالمقارنة مع الأندية الأوروبية الأخرى، لأن أمامها ما يقرب من أسبوعين لمواصلة العمل (وضم اللاعبين)، وهذا خطأ فادح من رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز أن تسمح بذلك.

وبعد موسمين من تطبيق التجربة، أعتقد أن الدوري الإنجليزي الممتاز عليه أن يراجع قراره، إذا لم تغير باقي بطولات الدوري الأوروبية من قواعدها؛ يجب أن نعود للعمل بالطريقة نفسها».

وقال بوكيتينو إن الأمر يمس بشكل خاص الأندية الإنجليزية التي تنافس في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. وأضاف المدرب الأرجنتيني: «لا يجب أن تسمح رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بمنح الأندية الأوروبية هذه الميزة. ربما تختلف الأمور لو لم تكن تنافس معهم أوروبياً، لكن إذا كنت تتنافس مع الأندية الأوروبية، فأعتقد أن هذا خطأ فادح».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button