كيساهيه* صلاح الساير
النشرة الدولية –
يعيب العرب على دول الخليج كثرة الهنود فيها، وبعضهم يتحسر كيف تقبل الدول الخليجية بالعمالة الهندية والبطالة تهدد المجتمعات العربية، حيث الالتزام العروبي يفرض إعطاء الأولوية لأبناء الأمة العربية (!) ويتجاهلون مهارة اليد الهندية، ودربتها العالية، وجودة إنتاجها، والتزامها بالعمل، وتدني أجورها، وجميع هذه المزايا مهمة وأساسية لنجاح المشاريع.
ناهيك عن البعد الأمني للجاليات الأجنبية المقيمة في الدول.
فمن المعروف عن الهنود، على وجه العموم، التزامهم بالقوانين المحلية والنأي بأنفسهم عن المشاكل، والعيش في أمن وهدوء وسلام.
ليس الأمر جديدا أو طارئا، فبلاد الهند والسند في الخليج منذ أزمان قديمة، ورغم المياه الواسعة الشاسعة (بحر العرب) التي تفصل بين شبه الجزيرة الهندية وشبه الجزيرة العربية فان التواصل مستمر منذ آلاف السنوات حيث الهند موجودة في المطبخ الخليجي، وعلى موائد الطعام، وفي خزانة الثياب، وعلى أرفف العطور، وفي المبخرة وفي القاموس الخليجي.
وفي الأعراق وأصول الناس وجذورهم. وفي الفنون والموسيقى وفي نقشة الحنة في كفوف النساء.
فقد كانت علاقة الدول الخليجية بالهند حياة كاملة بتفاصيلها المتشعبة والمدهشة.
قبيل التحولات الكبرى وفد إلى الخليج الكثير من الهنود الذين تولوا تشغيل المرافق الحديثة (الموانئ، الكهرباء، المطارات، محطات اللاسلكي) كما عملوا في قطاعات جديدة في ذلك الوقت مثل المصارف وتجارة القومسيون، وبرزوا في مجال الوكالات التجارية، وعملوا طباخين بعد انتشار المطاعم، وبائعين لقطع الغيار، وفي كراجات تصليح السيارات.
كما برزوا في مجال الطبابة حين عرف الخليج الممرضات الهنديات والأطباء الهنود المهرة.
وكان التاجر الهندي أول من جلب (المتاجر العمومية) إلى الأسواق، وتحولت بعض أسماء العائلات الهندية إلى علامات تجارية مشهورة، مثل عائلة (جاشنمال) الكريمة.
الأنباء الكويتية