حتى لا يموت التاريخ* صالح الشايجي

النشرةالدولية –

اهتم تلفزيون الكويت في بدء إنشائه وحتى بعد توافر أجهزة التسجيل، بإجراء لقاءات مع شخصيات كويتية كثيرة وبالذات تلك التي لها علاقة بالنشاط البحري الكويتي بشقيه الغوص والسفر، إضافة إلى الشخصيات التجارية والثقافية والناشطة في المجال العام.

كان هذا في سنوات ستينيات القرن العشرين الأولى أي قبل ما يقارب الستين عاما، وكانت تلك التسجيلات مع رجال من كبار السن وأصحاب الخبرات المتراكمة والتجارب، وبذلك تم توثيق تواريخ كويتية كثيرة وقديمة ومهمة، وكان من أبرز من قام بتلك التسجيلات المؤرخ الكويتي المعروف الأستاذ سيف مرزوق الشملان والزميل الراحل الأستاذ رضا الفيلي، رحمه الله.

ولا شك أن هذه وثائق مهمة تشكل في مجموعها تاريخا كويتيا وثقه شهود عيان على عصرهم الذي عاشوه وسجلوا تجاربهم وما مر بهم وما مرت به البلاد أيضا ويسلط الضوء على كيفية تطور المجتمع الكويتي ونموه وعلى معيشة الكويتيين في زمن البحر وقبل اكتشاف النفط وتوقف الأنشطة التجارية البحرية الكويتية.

 

ولا شك أن تسجيل تلك اللقاءات وتوثيق التواريخ والحوادث القديمة، لم يكن مجرد عمل تلفزيوني لعرضه على المشاهدين ولسد فراغ وقتي، بل إن القصد منه أن يكون مرجعا للباحثين والدارسين وكتاب الدراما والمؤرخين، وحتى لعلماء الاجتماع المهتمين بتطور المجتمع الكويتي والأطوار التي مر بها وما إلى ذلك.

لذلك، أتمنى أن يتم الحفاظ على تلك النوادر والكنوز ومعالجتها بالوسائل الفنية التي تكفل لها البقاء على جودتها، حيث إنه وكما قلت في البداية قد مر عليها الآن قرابة الستين عاما، ما قد يعرضها للتلف وفساد الصورة والصوت.

كما أتمنى أن تودع نسخ من تلك الوثائق التلفزيونية لدى مركز البحوث والدراسات الكويتية وأيضا لدى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وأيضا الجامعات وجميع الجهات المماثلة، لتكون متاحة للباحثين والدارسين وجميع الشرائح التي تريد الاستفادة منها سواء في التأريخ أو في الدراما أوغير ذلك.

لا نريد لتاريخنا أن يضيع أو يهمل فتنساه أو تجهله أجيالنا القادمة فينشأون عاجزين عن السير الصحيح في دروب الحياة لأنهم كاليتامى الذين مات تاريخهم.

الأنباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button