كن رجلاً… لا ذكراً* نورهان البطريق
النشرة الدولية –
أكثر ما يهمني في الطرف الآخر هو أن يكون شخصاً داعماً لنجاحي، فالشخص الذي اعتادت عيناه على رؤية أمه امرأة ذات منصب مرموق، وكذلك تربى على أن يرى أخته مثقفة وواعية، تخوض مجالات العمل المختلفة لتثبت نفسها وتحقق نجاحاتها، حتماً سيكون رجلا ناضجا لن يقف حينها عقبة في تحقيق أحلامي، لأنه سيعي جيداً أن نجاحي جزء من نجاحه… كل ما أتوق له هو شخص سوي نفسياً، متزن فكرياً، لا يطبق تلك الموروثات التي يتناقلها من أجداده وآبائه، ظناً منه أنه لا يمكن ان يكون رجلاً شرقياً بدونها.
أن يكون على وعي أن الطرف الآخر له الحق في أن يصنع تميزه ويحقق هويته، وأن يكون مدركاً أن واجباته نحو شريك حياته أن يكون داعماً ومسانداً لها في مجال عملها، وأن يشاركها في صنع مجدها… كلها أمور كفيلة أن تصنع منه رجلاً ذا عقل منفتح و فكر متفرد.
لم تقم الرجولة يوماً على إصدار الأوامر وتنفيذ التعليمات، إنما تلك التى أرى بين طياتها التشجيع والتحفيز على ما أرغب في تحقيقه، حينها ستنعكس تلك النظرة التي تشع احتراماً وتقديرا له والتي سيشعر حينها بين ثناياها برجولته الحقيقية… فلم يكن ذلك الشعور سيتسرب إليّ يوماً إذا كان مفهومه عنها الصوت العالي والصراخ، إنما كان نابعاً من مواقف كان دعمه فيه يقويني، وكذلك أفعاله التي كانت تزيدني يقيناً بإيمانه الكامل بأحلامي وطموحاتي.
النهار اللبنانية