الرفاه المشترك* الدكتورة مارسيل جوينات
النشرة الدولية –
إنه لتعبير جديد قديم نسمعه بين الحين والآخر وخاصة عبر وسائل الإعلام الحديثة والرقمية وعند حضور بعض المؤتمرات العالمية والدولية.
وهو ليس موجوداً الا في الدول التي تمتاز ، قبل أي شيء على الإطلاق، بالعمل على فرض القانون بالتساوي على كل مواطن مهما بلغ شأوه سياسيّا أو اقتصاديا أو أية وجاهة من أي نوع. وموجود، كذلك : في هذه الدول التي يعتبرعمل الفرد، المنتج، فيها هو شخصيته وكيانه التي تكسبه هويته الإنسانية ومبرر وجوده.
إذ في الوهلة الأولى يذهب تفكيرنا الى أن المقصود فقط بالرفاه المشترك هو ارتفاع المستوى المعيشي للفرد او المجتمع والتشريع العادل المبني على انسانية الانسان والعدالة الاجتماعية والسياسية.
نستطيع القول أن ما تم ذكره مسبقاً صحيح، ولكنه منقوص الرؤية.
لذا عندما ندخل الى التفاصيل الدقيقة نجد أن الرفاه المشترك يرتكز على عدة عوامل وروابط مشتركة للوصول اليها فالكرامة الإنسانية المبنية على الحق والفضيلة وتطوير الخير العام ترتكز على التضامن والتسامح وعلى أهمية المحافظة على الحقوق الإنسانية.
وهذا عنصر أساسي إلى حد بعيد جدا في الفروقات والتقسيمات ما بين التخلف والتقدم ، ما بين المجتمعات المتقدمة وإنسانها في شتى مجالات الحياة وبين تلك التي لا تملك إلا التبجح والتغني بالتاريخ المجيد والحضارة التي علّمت العالم.
ومع كل ذلك فللوصول الى الرفاه المشترك الكامل في حياة الفرد يجب بناء العلاقات بين الافراد والمؤسسات والمجتمعات عبر التقاليد العملية المتنوعة التي تتم ممارستها عن إيمان واخلاص.
هنا نكون قد وصلنا الى تحقيق الذات المرتبطة بكافة الابعاد الاجتماعية والدينية والثقافية للوصول للخير العام.
وغني القول والتكرار بدور البيت في زرع وانبات البذرة الأولى في سبيل كل ذلك.
لذا علينا اعادة التفكير بعمق وتأمل ودون اي نوع من انواع الانغلاق على الذات وانما الانفتاح على الآخر وعلى العقل وعلى النماذج المتقدمة للوصول للرفاه المشترك المجتمعي.
الدستور الأردنية