الرفق زين وزينة* صلاح الساير
النشرة الدولية –
يتعرض الإنسان في هذه الحياة إلى مكاره كثيرة، ومواقف صعبة، وقد يجد المرء نفسه أمام أمر لا يعجبه، أو لا يرضيه، أو لا يتقبله، فتضيق نفسه ويسوء مزاجه، وقد يضطر إلى ممارسة العنف اللفظي مع الآخر أو قسوة التعامل.
أما إن كان ممن يملكون الحكمة والقدرة على التعامل اللين مع الآخرين، فسوف يختار الطريق الأسهل والأفضل وهو «الرفق» ولين الجانب بالقول والفعل، والترفق بالآخرين، والصبر عليهم، ومنحهم الفرصة للتراجع عن سلوكهم أو أقوالهم أو تجاهلهم والابتعاد عنهم بهدوء.
فالرفق زين، والزين ضد الشين.
للرفق وجوه كثيرة، منها الرفق بالنفس. فلا نقسو على ذواتنا، ونجرجرها في متاهات الشقاء.
وكذلك الرفق بالآخرين (خاصة أولئك الذين يختلفون عنا، أو أضعف منا) فالسمة الغالبة للمجتمعات المتقدمة حضاريا، انتشار الرفق بين الناس حيث تندر الغلظة في التعامل، والابتسامات نرصدها مرسومة على الوجوه العابرة.
وبتقديري ان الحرص على الرفق بالآخرين كان سببا من أسباب استقرار المجتمعات المتقدمة حيث المحبة تثمر محبة، والرفق يحصن المجتمع من ثقافة الكراهية ويحد من انتشار العنف بعكس القسوة والتسرع بمؤاخذة ولوم الآخر.
أجمل ما في الرفق انه يتعدى الإنسان إلى الحيوان والنبات.
ويتجاوز الأقرباء إلى البعيدين. كما يشمل الخصوم والأعداء والأحبة والأصدقاء.
فاللين واليسر مع الأصدقاء أو الزملاء والتعامل معهم بلطف يغسل القلوب ويعزز المودة.
كما أن للرفق مفعول السحر مع الشخص الذي حاول الاعتداء عليك، أو الانتقاص منك، فلم يجد منك سوى القول الجميل أو العفو الكريم.
ولم أصادف شخصا لطيفا في هذه الحياة الا أدركت روعة بيئته وطيب أصله، كما لم أعرف شخصا غليظا قاسيا مع الآخرين إلا وكان قادما من بيئة معطوبة.. اللهم يا كافي!