الكويتيون وحكامهم* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
حب الكويتيين لكبيرهم، لأميرهم، «للشيخ العود» فطرة وغريزة فيهم، ليست تكلفا ولا تصنعا.
إنها مما يولد معهم وفيهم وليست اكتسابا دنيويا.
ثمة رابط كالحبل السري يربط الشعب الكويتي بأميره وآصرة تجمعهم وعروة وثقى لا تنفصم ولا تتبتر.
هكذا هي العلاقة بين الكويتيين وكبيرهم.
ولعل أحدث شاهد يصدق هذا الأمر ويؤكد عليه، هو ما ألم بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من عارض صحي عابر بحمد الله، وكيف تدانت قلوب الكويتيين جميعا وتحولت إلى قلب كويتي واحد يحتضن سموه، وكيف تحولوا جميعا إلى لسان صادق صدوق يلهج بالدعاء صباح مساء وآناء الليل وأطراف النهار بأن يمن الله بالشفاء على سمو الأمير الأب الكبير لكل فرد كويتي صغيرا كان أو كبيرا.
إن البيوت الكويتية كلها بيت صباح الأحمد مثلما القلوب الكويتية كلها قلب صباح الأحمد.
لأن بيت صباح الأحمد هو بيت كل الكويتيين ولأن قلبه هو قلب كل الكويتيين.
هي هكذا الآصرة الكويتية وهي هكذا الطبيعة الكويتية وهي هكذا سجايا الكويتيين مثلما هي سجايا أمرائهم وشيوخهم الكبار.
حب الأمير الكويتي لشعبه الكويتي يوازي حبه لأبنائه المتحدرين من صلبه، هكذا نحن عرفنا حكامنا وهكذا آباؤنا أيضا عرفوا الحكام الذين عاشوا في ظل حكمهم ولم نعش نحن زمانهم.
هي سجية في الحكام الكويتيين مثلما هي سجية في المحكومين الكويتيين.
لم يفتعلها الحكام ولم يتعلموها في مدارس الحكم ولا معاهد السياسة ولا في قصور الحكمة، بل هي مطبوعة فيهم وسجية تتولد معهم.
إن هلع الكويتيين خلال أيام الوعكة التي ألمت بشيخنا صباح، جلته الفرحة العامرة الغامرة قلوبهم بعدما من الله عليه بالشفاء وعاد يزاول حياته اليومية المعتادة.
لقد تبادلوا التهاني بشفاء سموه وانقشاع الغمة السوداء، كما يتبادلون التهاني في مناسباتهم الخاصة وفيما يتعلق بحياتهم، بل ربما أكثر من ذلك.
ولا نملك إلا أن نلهج بالحمد والشكر لله داعينه سبحانه أن يديم على سمو أميرنا وولي عهده موفور الصحة وأن يلبسهما ثوب العافية ويغمرهما بفيض الحب وينير طريقهما وأن يكون لهما سندا وحاميا.