السفير الأميركي بالكويت: الأزمة الخليجية على جدول قمة الأمير وترامب

النشرة الدولية –

كشف السفير الأميركي لدى الكويت لورانس سيلفرمان انه لن تكون هناك جلسات رسمية للحوار الاستراتيجي الأميركي – الكويتي خلال الزيارة الحالية لصاحب السمو الامير الى واشنطن، لكن ستكون هناك اجتماعات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبحث سبل دعم وتطوير العلاقات الثنائية وأبرز الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الاقليمية والدولية.

وعما اذا كانت الازمة الخليجية ستكون حاضرة على جدول اعمال الزيارة، اعرب سيلفرمان عن اسف بلاده لطول أمد الأزمة الخليجية، مشيرا إلى ان بلاده تساند وتدعم جهود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد لحل الازمة، حيث انها تدعم الحل الداخلي لها، متوقعا ان الرئيس ترامب وصاحب السمو الامير سيبحثان افضل السبل لحل الأزمة لاستعادة وحدة كيان مجلس التعاون الخليجي.

وردا على سؤال حول موضوع التحالف البحري وحماية طرق التجارة، قال سيلفرمان – خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقرة اقامته بمناسبة قرب انتهاء مهام عمله في الكويت – نحن في نقاش مستمر مع الجانب الكويتي لحماية الملاحة في المنطقة من خلال الاجتماعات العسكرية، موضحا حرص المجتمع الدولي على ضمان الملاحة البحرية والتأكد من سلامة نقل البضائع، مشيرا إلى وجود دعم من بعض الدول لهذا التحالف ومازالت هناك محادثات مستمرة مع دول أخرى، لافتا إلى أنه من الضروري ان تكون هناك جهود دولية لتحقيق هذا التحالف.

وعما اذا كان هناك تغير في السياسة الأميركية تجاه ايران بعد تصريح الرئيس ترامب حول إمكانية فتح حوار مع إيران، شدد سيلفرمان على استعداد بلاده للحوار غير المشروط مع إيران على ان يكون هناك وجود تغير في السياسة الإيرانيـة وأنشطتهــا المزعزعة للاستقرار، مشددا على أن القضايا العالقة مع إيران ليست قضايا أميركية ـ ايرانية خالصة ولكنها تمس مختلف دول العالم.

وأشار سيلفرمان الى عمق وتميز العلاقات الأميركية-الكويتية، لافتا الى امكانية دائمة لتطويرها والبناء عليها، موضحا وجود مصالح ثنائية تجمع البلدين لها فوائد عملية تتخطى الكلام النظري وتعود بالنفع على الشعبين الصديقين، حيث اصبحت الدولتان اكثر أمنا وازدهارا، موضحا ان بلاده تشجع مجتمع المال والأعمال وتدعم المبادرات الشبابية لتساعد الكويت على تنويع مصادر دخلها وخلق بيئة تجارية جاذبة وتقوية اقتصادها بشكل عام، مشيرا الى ان التحدي الاقتصادي اضحى هو التحــــــدي الاكبــر في المنطقـة.

وأثنى سيلفرمـــان على الدور الديبلوماسي الرائد للكويت بالمنطقة والذي يساهم في دعم امنها واستقرارها، فضلا عن الدور المميز للكويت على الصعيد الانساني والتبرعات السخية والمستوحاة من عقلية صاحب السمو الامير.

وعن تقرير منظمة (هيومن رايتس ووتش) عن حقوق الانسان في الكويت والبدون، أوضح ان تقارير حقوق الانسان التي تصدرها وزارة الخارجية الأميركية سنويا واضحة وليس لدي ما اضيفه.

وعن القمة الخليجية ـ الأميركية، لفت السفير سيلفرمان إلى عدم وجود موعد محدد لانعقادها مع التأكيد على اهمية العلاقات بين الجانبين والتي لها الأولوية وتمت ترجمة ذلك في الزيارات التي يقوم بها قادة مجلس التعاون والوزراء إلى أميركا، مشيرا إلى ان اول زيارة للرئيس ترامب كانت للعاصمة السعودية الرياض، هذا يدل على عمق واهمية العلاقات الأميركية ـ الخليجية.

واعرب السفير الأميركي عن قلق بلاده للأوضاع في اليمن مع التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة ودعم المبعوث الأممي الخاص لليمن، مشيرا إلى تواصل بلاده مع الرئيس اليمني وأعضاء التحالف العربي مثل السعودية والإمارات، متوقعا طرح هذا الملف خلال زيارة سمو الأمير إلى واشنطن، ولفت إلى اهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في اليمن.

وعـــــن القضيـــــة الفلسطينية ومدى بحث تطوراتها مع المسؤولين في الكويت، لفت إلى وجود مناقشات بين البلدين حول الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي مع تناول الشق الاقتصادي في جلسات الحوار وورشة التي عقدت في البحرين، مشيرا إلى أن الشق السياسي يعتمد على الجانب الاقتصادي أولا، لافتا إلى تقديم الافكار الجديدة حول هذا الصراع بعد الانتخابات الإسرائيلية، مشيرا إلى دعم بلاده لإعادة المحادثات الفلسطينية ـ الإسرائيلية.

وتوقع ان تطرح هذه القضية ضمن اجندة مباحثات سمو الامير والرئيس ترامب.

وحول اعتراض بعض الدول على ما يسمى بصفقة القرن، اوضح انه من المفترض أن الاعتراض يظهر بعد الاطلاع على الرؤية الأميركية التي لم تطرح بشكل رسمي بعد، مشيرا الى ان بلاده تود ان تتحدث مع الجانب الفلسطيني اذا رغب في ذلك حيث يعود الأمر لهم.

وحول حقوق العمالة المنزلية ووضعها بالكويت اوضح سيلفرمان ان قضية الاتجار بالبشر من اهم القضايا التي تتابعها الادارة الأميركية عن كثب، مشيرا الى التطور الملحوظ في وضع العمالة المنزلية في الكويت وهو ما انعكس على موقعها في التقرير السنوي لحقوق الانسان الذي يصدر عن الخارجية الأميركية مشيرا ان التحسن الملحوظ يعود الى تطبيق القانون والملاحقات القضائية للمخالفين والمتورطين والاعلان عن ذلك بصورة واضحة كان بمنزلة رادع للآخرين مع ضرورة تغيير العقلية في هذا الشأن.

وأعرب عن تقديره للكويت في مجلس الأمن ومبادرتها الفعالة موضحا أن وفدي البلدين يعملان عن قرب ويجمعهما تعاون مثمر في قضايا عدة، مشيرا ان البلدين لم يتفقا دائما لكن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، موضحا انه كان يأمل ان تحضر الكويت ورشة البحرين للتعاون الاقتصادي.

وبخصوص شكوى العراق على الكويت في مجلس الأمن المتعلقة بالحدود البحرية اوضح ان على العراق ان يطور علاقته مع جيرانه، وخصوصا على الصعيد الاقتصادي، موضحا ان الكويت تسعى الى تحقيق هذا التقارب وهناك تجاوب عراقي مميز من خلال خطوة ارجاع ارشيف الكويت مؤخرا.

وحول ابرز الانجازات التي تحققت خلال السنوات الثلاث اشار سيلفرمان الى ان السفارة قامت بتدريب ٦٦٠ معلم لغة انجليزية، بالإضافة الى ٢٠٠ شخص من المتخصصين استفادوا من برامج التدريب المدعومة من وزارة الخارجية الأميركية وتدريب اكثر من ١٠٠٠ عسكري خلال خمس سنوات الماضية وتدريب ما يزيد عن ٣٥٠ من القانونيين الكويتيين على الملاحقات القضائية وتجفيف منابع الارهاب، مشيرا الى ان التعاون التعليمي والأكاديمي من ابرز التعاون الثنائي حيث يدرس ١٢.٣٠٠ طالب كويتي في أميركا.

وشدد على ان التعاون العسكري بين البلدين لا يتعلق فقط بتوفير المعدات، لكنه يعنى برفع كفاءة القوات المسلحة الكويتية، موضحا انه بالرغم من تأكيد أميركا على التزامها بأمن الكويت وسلامة اراضيها الا انها مهتمة جدا برفع جهوزية هذه القوات.

وكشف سيلفرمان عن ارتفاع اعداد السائحين الى أميركا بنسبة ٣.٥% عام ٢٠١٨ مقارنة بعام ٢٠١٧ حيث زار أميركا ٦٢.٦٥٨ زائرا.

زر الذهاب إلى الأعلى