الشكوى الإلكترونية* صلاح الساير
النشرة الدولية –
تشكل حالة الطقس مسألة ضرورية للناس الذين تعتمد أعمالهم على الأحوال الجوية، فالمزارع يتوقف عن الري عند تجمع الغيوم في سماء البساتين وتوقع سقوط الأمطار، وصياد الأسماك قد يلغي رحلة الصيد عندما تتحدث النشرة الجوية عن احتمال ارتفاع الأمواج وهيجان البحر، كما أن حالة الطقس تشكل مفتاحا للحديث بين الغرباء الذين تجمعهم مصادفة الجلوس قرب بعض في القطارات او في صالات الانتظار فيتبادلون الكلام العابر، إما إعجابا في حالة الطقس الممطر أو المشمس أو الشكوى من الغبار او البرد الشديد.
في بلادنا يحرص الناس على خوض غمار الشكوى من الحالة العامة في البلاد حين لا يجدون ما يتحدثون به.
فالكثيرون يتناسون حياتهم الخاصة ويهملون تطوير ذواتهم، أو التمتع بأوقاتهم والإفادة من الفرص المتاحة، أو ممارسة ما ينفعهم ويتفرغون، فقط، للشكوى من الفساد او من تردي الخدمات العامة أو إبداء السخط على الأداء الحكومي والنيابي.
وكأن الحياة تخلو من الأمور الجميلة وليس فيها سوى الفساد والرماد والجراد والكساد، فلا وردة تتفتح، ولا عصفورة تزغرد، ولا غيمات عابرة تحمل رشرشات المطر.
نظرة واحدة إلى وسائل الاتصال الاجتماعي تمكننا من رؤية العجب العجاب حيث لا حديث للبعض سوى عن سوء الأداء الحكومي، ومشاركاتهم غالبا تكون محصورة في شتم (أداء البلدية وتقصير وزارة الأشغال) وسوى ذلك من أمور بصرف النظر عن صحة المعلومات او كمية الحشو والتلفيق فيها.
وينسى ذلك البعض ان في الحياة ما هو جدير بالاهتمام والتوقف عنده ونشره بين الناس، ففي الحياة رياضة وقراءة وموسيقى وطبيعة وأشخاص وقيم نبيلة.
وعلى غرار (قل لي ما تقرأ أقل لك من أنت) أصبح من الممكن القول (قل ما تكتب أو ما تغرد عنه أقل لك من أنت).
الأنباء الكويتية