“النحلة والغول” رواية لبنانية شبابية تدين العولمة وتساند ضحاياها للكاتب غسان شبارو
النشرة الدولية –
صدرت مؤخراً رواية «النحلة والغول» للكاتب اللبناني (غسان شبارو) والصادرة عن دار ثقافة للنشر والتوزيع.
والرواية، تكشف عن نمط من الخطاب الموجه صوب المجتمع العربي وخاصة فئة الشباب، بأسلوب استبطاني لعوب وانتقائي وتعدّدي، يميّع الحدود بين الثقافة التقليدية “الرفيعة” والثقافة المعاصرة “الاستهلاكية”، ويقوم بإعادة إنتاجها واختلاقها بشكل جديد .
في رواية «النحلة والغول» يشير الكاتب إلى عدة عوالم مرجعية وهي: عالم الشباب والعلاقة مع وسائل التواصل الاجتماعي “الإنترنت”، وعالم معايير “النشر” وحقوق “الناشر”، وعالم العلاقات الأسرية والزوجية، وعالم تجار الحروب وضحاياها على مستوى العالم أجمع.
تمثل شخصية الشاب “مراد” العالم الأوّل من خلال الذي يجد في ألعاب الفيديو الإلكترونية تعويضاً عن العلاقات المباشرة مع الأهل والأصدقاء.
أما العالم الثاني فهي عالم الكاتب نفسه وواقع مهنته في كونه كاتبا روائيّا وناشرا فاتخذ من مسيرة دار “البصيرة للنشر والتوزيع”، في مجال النشر والتوزيع والتسويق فضاء للتعبير عن حقوق النشر والملكية الفكرية.
أما عالمه الثالث هو تركيزه على العلاقات الأسرية من خلال العلاقة الزوجية المتينة التي تربط بين شاهين أفندي ومي نادر اللذين نجحا على الرغم من الفروق الطبقية التي تفصل بين عائلتيهما.
في السياسات الدولية المعولمة الباحثة عن السيطرة والربح على حساب البشريحيل الكاتب عالمه الرابع. فتأتي مقالة الدكتور مجدي سالم في الرواية لتكشف عن جرائم أميركا في حربها مع فيتنام من خلال التفاعل الذي رافق صورة “فتاة النابالم” على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي الفتاة الفيتنامية فان ثي كيم ذات الأعوام التسعة، وهي تجري عارية تصرخ ألما والدموع تجري على خديها، وقد احترق ظهرها نتيجة قصف الطيران لقريتها بقنابل النابالم الحارقة.
هذه العوالم الأربعة يدخلها الكاتب شبارو في شبكة من العلاقات الروائية يتداخل فيها الواقعي بالخيالي، والمعاش بالافتراضي. فيوزع الكاتب هذه العوالم برؤية واضحة تُدين المجرم وتقف إلى جانب الضحية أيا كان جنسها ولونها ودينها.
وهكذا تبعث رواية «النحلة والغول» برسالتها إلى فئة الشباب و إلى العالم أجمع. واستطاع الكاتب من خلالها أن يقدم أفكاره بشكل فني مجرد من الخطابية والمباشرة.