يكذب شيب الشعر خبر رحيل منجي الطرابسي* مها الجويني

النشرة الدولية –

هناك أغاني لم نتحدث عنها بعد؟

انتخابات رئاسية و يسار فاشل و إسلام سياسي تغير شكله و شهيداً من الحرس الوطني و ماسونية عالمية و شعب تائه في هذه التخمة الحزبية و عكاظيات ساسة البلد.

هناك أمينة فاخت تستعد لألحان جديدة و هناك أيضا قصائد لم تُكتب بعد.

لماذا رحلت مستعجلاً؟

ما ضرك لوإنتظرت قليلاً لأعود و نتشارك كوب شاي عند مليكة؟

هناك كنا سنجلس وأروي لك عن الفن اليمني و الصيني و التركماني كنت سأقترب منك وأحدث بصوت خافت عن مغامراتي كنت سأوحي اليك و ابتسم و ستدري وحدك ببقية الرواية.

كما كنت تدري قديماً باني يسارية ثورية حالمة، أنتظر ثورة الكادحين و رفيق يهديني الورد حين يغادر المعتقل.

لماذا يخطف الموت الأرواح الجميلة؟

حين رحلت فهمت لماذا يوقد الصينين النار لأمواتهم مؤججين النيران فيها افخم الأوراق الصينية الممزوجة بصلوات بوذية قديمة، تُحرق آخر المساء حين تغرب الشمس و تتراءى النجوم خافتة ، حينها يرسلون إلىأمواتهم أو الأحياء في عالم المثل القصائد الجميلة و المشاعر الطيبة و كأنهم يقولونهم لا يزالون بيننا!

وأنت بيننا.

من قال أنك مت؟

عادة أكتب للقائرين والآن أكتب لتفسي. أكتب لتبقي علي قيد الحياة و أبقى أنا علي قيد الحلم.

عادة نكتب لنسجل موقف. لننقد مجتمعا طالما ظلم النساء. مجتمع كنت فيه الإستثناء بوجهك الطيب و بثقتك بي.

كنت تراني كاتبة و كنت أراك سندا دعني أقول فخراً. لم يجمعني بك إسم مشترك أو جينات وراثية قد تجعلني أحمل تلك الابتسامة جمعتني به الحرية و حب البلاد و جمعك بي الحلم و احترام النساء.

كنت أخبر البنات بأني أحلم بالزواج برجل مثل العم منجي! كنا نتفق أنك عم و فارس أحلام أيضاً. هي حكايات نقولها بيننا لأنك الأقرب إلى القلب و ما أجمل ما تراه العين.

ما ضر لو كانت كل الرجال مثلك. لغدى العالم أفضل و لإنتهي العنف و صرت أجالس أخي و أتناقش معه عن الغربة و استغلال النساء و علاقاتي الفاشلة ؟ كنا سنكون أصدقاء.

تُغني أمينة فاخت: صعب عليا نحكيلك، صعب علي نشكيلك!

أبتسم لهاري، صديق بريطاني قدم لي العزاء لرحيلك وجلست معه  ليشاركني دمعا يأبى التوقف، كنا نبكي و كان هاري يقول بأنك وسيم جدا حتى ياغشي التركماني طوقني بذراعه و قال أن بأنني سنلقي في عالم المُثل.

كل الأرواح الجميلة في بلاد العجائب شاركتني الوجع وصعب عليا نحكيلك و صعب علي نشكليك سلطان حبك ذلني و ماذلني.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى