كتابة على ورقة التوت* صلاح الساير

النشرة الدولية –

يولد الإنسان عاريا، فتلفه أمه بالثياب، ويكبر ويتعلم ستر عورته التي اختلف البشر حولها، مثلما اختلفوا حول الأعضاء التي يستوجب تغطيتها، فهناك غطاء كامل للجسد مثلما يحدث للنساء في بعض المجتمعات التي ترتدي النسوة فيها العباءة، وهناك مجتمعات أخرى تتقلص فيها الثياب الأنثوية إلى درجة (ورقة التوت). وتختلف المساحات المغطاة أو المكشوفة باختلاف الثقافات. ولم يتوقف الإنسان عند الثياب بل واصل الاختراعات حتى بلغ ما تحتها مثل حمالة الصدر أو «السوتيان» التي اكتب عنها اليوم وعن نزعة التمرد لدى الإنسان.

من المعروف ان الثديين يتحركان في الصدر مع حركة المرأة، فيتسبب لها ذلك بأوجاع في الاثداء ذاتها والعنق والظهر، خاصة في حالة الثدي الكبير. لهذا تقوم حمالة الصدر بدعم للثدي ومنعة من الحركة المفرطة. وفي موقع BBC الالكتروني تقول الطبيبة «ديدر ماك غاي» اخصائية العلاج الطبيعي في مركز أبحاث الثدي بجامعة ولونغونغ في أستراليا ان (ممارسة النساء التمارين بدون دعم فإن ذلك يتسبب في تحريك الثديين ويمكن لحمالات الصدر الداعمة ان تخفف من آلام الثدي وتساعد على منع آلام الظهر والرقبة).

الغريب ان الانسان (المرأة) التي اخترعت قطعة الثياب الداخلية هذه بهدف التخفيف عن معاناتها عادت من جديد تسعى بنفسها إلى ذلك الشقاء والوجع. فحركة NO BRA (لا للسوتيان) تدعو النساء إلى التخلص من حمالة الصدر لأنها ترمز لقمع المرأة وتفرض قيودا على جسدها، حيث النسوة في العالم يشاركن في حرق حمالات الصدور في المظاهرات الغاضبة وإلقائها في القمامة، رغم الفوائد الصحية لهذه الثياب بشهادة الأطباء والاخصائيين. وتلك حالة محيرة تستوجب التأمل والتفكر في وضع إنسان هذا العصر ورغبته في التمرد ضد أي شيء حتى ضد ذاته وضد مصلحته!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button