واشنطن تتعهد باستخدام الاحتياطي النفطي لتعويض أي اضطراب محتمل في الأسواق العالمية
محرر لنشرة الدزلية –
قالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الأميركية، مساء السبت، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب مستعدة لاستخدام الاحتياطي النفطي الأميركي الطارئ إذ لزم الأمر بعد الهجمات بطائرات مسيرة التي استهدقت منشأتي نفط في السعودية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن المتحدثة شايلين هاينز قولها إن وزير الطاقة ريك بيري “مستعد لاستخدام الموارد من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي إذا لزم الأمر لتعويض أي اضطراب في أسواق النفط نتيجة هذا العدوان”.
وأكد البيت الأبيض، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على وفرة المعروض بأسواق النفط، وذلك في أعقاب هجوم تبنته جماعة الحوثي الإرهابية المتحالفة مع إيران على معملي تكرير بالسعودية.
وقال جود دير، المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان: «الولايات المتحدة تندد بقوة بهجوم اليوم على البنية التحتية الحيوية للطاقة، العنف ضد المناطق المدنية والبنية التحتية الحيوية للاقتصاد العالمي تعمق فقط الصراع وانعدام الثقة».
وأدّى هجوم بواسطة طائرات مسيّرة تبنّاه المتمرّدون الحوثيّون في اليمن السبت إلى إشعال حرائق في منشأتين نفطيّتين تابعتين لشركة “أرامكو” السعوديّة العملاقة، في ثالث عمليّة من هذا النوع في خمسة أشهر على منشآت تابعة للشركة.
وأعلنت وزارة الطاقة السعوديّة في وقت لاحق السبت أنّ الهجوم أدّى إلى توقّف “موقّت” للإنتاج في هذين الموقعين، وهو ما أثّر على نحو نصف إنتاج أرامكو.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، في بيان نشرته “واس”، إنّ الهجوم نتج عنه “توقّف عمليّات الإنتاج في معامل بقيق وخريص بشكل موقّت”. وأضاف أنّ الهجوم أدّى إلى “توقّف كمّية من إمدادات الزيت الخام تُقّدر بنحو 5,7 ملايين برميل، أو حوالي 50% من إنتاج” أرامكو.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين الناصر إنّه “يجري حاليًا العمل على استرجاع كمّيات الإنتاج، وسيتمّ تقديم معلومات محدّثة حول ذلك خلال الـ48 ساعة القادمة”. وأضاف “لا توجد إصابات (…) بين العاملين”.
ويقع موقع بقيق على بُعد ستّين كيلومتراً نحو جنوب غرب الظهران، المقرّ الرئيسي للشركة، ويضمّ أكبر معمل تكرير نفط لأرامكو وفق موقع الشركة الإلكتروني.
أمّا موقع خريص، على بُعد 250 كيلومتراً من الظهران، فهو أحد الحقول النفطية الرئيسية للشركة الحكوميّة التي تستعدّ لطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، وهو أمر كان مقرّراً في الأصل عام 2018 لكنّه أرجئ بسبب انهيار أسعار النفط الخام في السوق العالمية.
والدخول إلى الأسواق هو ركيزة أساسية من برنامج الإصلاحات التي تعهّد بتنفيذه ولي العهد السعودي لتنويع اقتصاد السعودية الذي يعتمد أساساً على النفط.
وقال سمير مدني أحد مؤسسي موقع “تانكر تراكرز” لتعقب حركة الشحن البحري لفرانس برس إنه “بناء على حجم الأضرار ووقوع أي أعطال، ستلجأ أرامكو إلى خطط الطوارئ عبر استخدام مخزونها إذا لزم الأمر”.
وسبق أن تعرّض موقع بقيق الذي استُهدف السبت، لهجوم بسيارة مفخخة تبنّاه تنظيم القاعدة عام 2006. ولم يتمكن المهاجمان اللذان قُتلا في الهجوم، من الدخول إلى معمل التكرير وقُتل حارسان.