“إدلب” على طاولة أنقرة.. لقاء روسي إيراني تركي
يجتمع رؤساء تركيا وروسيا وإيران، اليوم الاثنين، في محاولة لضمان سريان هدنة دائمة في شمال غرب سوريا عقب هجمات لقوات الأسد تهدد بتعميق الاضطرابات الإقليمية وخروج موجة مهاجرين جديدة باتجاه تركيا.
وستركز قمة أنقرة على محافظة إدلب، آخر معقل متبقٍّ في أيدي فصائل معارضة.
وبحسب بيان الرئاسة التركية، تناقش القمة “تقييم التطورات في سوريا، خاصة في إدلب، إضافة إلى ذلك، تهدف إلى التشاور للخطوات المشتركة التي يتعين اتخاذها من أجل إنهاء الصراع، وتوفير الظروف اللازمة للعودة الطوعية للاجئين وإقامة حل سياسي دائم”.
يذكر أن هذا هو الاجتماع الثلاثي الخامس من نوعه للدول التي تدعم أطراف الصراع المتنازعة.
واستردت قوات النظام السوري، مدعومة بغطاء جوي روسي، معظم الأراضي التي فقدتها في الحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام في سوريا. وفي الشهور الأخيرة، هاجمت قوات الأسد محافظة إدلب، حيث يتحصن مقاتلون متطرفون أجانب بجانب فصائل أخرى أكثر اعتدالاً.
تفادي مواجهة بين الأسد وتركيا
وفي إطار اتفاق مع موسكو وطهران قبل عامين، أقامت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في شمال غرب سوريا بهدف الحد من القتال بين جيش النظام السوري والفصائل المعارضة. وتعرضت النقاط العسكرية التركية لإطلاق نار مؤخرا نتيجة هجوم النظام السوري في المنطقة.
وفي مقابلة مع وكالة “رويترز” يوم الجمعة، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن أي هجوم لقوات النظام السوري على نقاط المراقبة التركية سيستدعي رداً من القوات التركية، الأمر الذي يهدد بمواجهة مباشرة بين أنقرة والأسد.
وكان أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اتفقا في محادثات بموسكو في أغسطس/آب الماضي على “تطبيع الموقف في المنطقة” بعدما طوقت قوات النظام الفصائل المعارضة وموقعاً تركياً في خطوة قالت أنقرة إنها هددت أمنها القومي.
وعلى الرغم من وجود علاقة وثيقة بين بوتين وأردوغان بشأن مجموعة من القضايا ومنها الطاقة والتعاون الدفاعي، فإن الهجمات الأخيرة لقوات الأسد أثارت توتراً في العلاقات بين أنقرة وموسكو.
موجة هجرة محتملة
أثار القتال في شمال غرب سوريا أيضا مخاطر تدفق موجة جديدة من المهاجرين إلى تركيا التي تستضيف حاليا نحو 3.6 مليون لاجئ سوري.
وقالت الأمم المتحدة إن ما يربو على نصف مليون شخص نزحوا منذ أواخر أبريل/نيسان، وإن معظمهم توغل إلى مسافة أعمق داخل معقل الفصائل المعارضة في سوريا وقرب الحدود مع تركيا.
قال أردوغان إنه ليس بوسع بلاده التعامل مع مثل هذا التدفق للمهاجرين، وكان قد هدد “بفتح الأبواب” أمام المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تحصل أنقرة على مزيد من الدعم الدولي.
وكرر أردوغان يوم الجمعة هذا التهديد، وقال إن قمة اليوم الاثنين تستهدف وقف تدفق المهاجرين من إدلب، وتثبيت وقف لإطلاق النار لمنع سقوط مزيد من الضحايا من المدنيين.
وقال أردوغان لـ”رويترز”: “ما نتوقعه هنا ليس وقف إطلاق نار لمدة قصيرة. أولاً، نتوقع وقف الهجرة هنا. ثانياً، ضمان وقف إطلاق النار هنا. وثالثاً السيطرة بجدية على المنظمات الإرهابية”.
وأضاف: “لا يمكن أن تستقبل تركيا، التي تستضيف حالياً 3.6 مليون لاجئ، ملايين أخرى من الناس الذين سيصلون من هناك. لا نستطيع تحمل ذلك”.
ومُني “حزب العدالة والتنمية” الحاكم بقيادة أردوغان بخسائر مفاجئة في انتخابات محلية في تركيا هذا العام، وكان ضيق الأتراك من اللاجئين السوريين أحد أسباب ذلك. وقال أردوغان إن مليون لاجئ يمكن أن يعودوا إلى “المنطقة الآمنة” في شمال شرق سوريا التي تسعى تركيا إلى إقامتها بالتعاون مع الولايات المتحدة.
وقال موظفو إغاثة وسكان إن قوات النظام السوري قصفت ريف إدلب الجنوبي أمس الأحد، حيث أوقفت هدنة هجوماً عنيفاً للنظام قبل أسبوعين.