المذعور وطمام المرحوم* صلاح الساير

النشرة الدولية –

يشعر الإنسان بالخوف عند مواجهة الخطر، وقد تزداد ضربات قلبه أو يصاب بالارتجاف أو الدوار أو التعرق نتيجة لقيام الجسم بإفراز هرمون الادرينالين الذي يحفزنا للاستعداد للهروب أو القتال، ويحدث الخوف نتيجة لمواجهة الوحوش أو الأشرار أو في حالات الحريق أو الغرق أو المرض أو نحو ذلك، فيصاب المرء بالذعر خشية الموت.

وبعض الناس يخافون دون وجود خطر يهدد حياتهم مثل التواجد في الظلام أو عندما يدور الحديث عن الجن والعفاريت أو عند سماع صراخ أو صوت انفجارات.

بعض الخوف حالة وهمية غير عقلانية يصنعها خيال الانسان فتجعله يتصور أشياء لا وجود لها. مثلما يحدث في فوبيا الأماكن المرتفعة، وأتذكر أننا، في وقت مضى، كنا نتسلق فنار «جزيرة كبر» للصعود إلى قمته، وكان أحد الأصدقاء يعجز عن مواصلة التسلق فيضطر إلى النزول وهو يصرخ ويقسم بأن البرج يتمايل وعلى وشك السقوط (!) والحقيقة ان البرج ثابت وما الميلان والسقوط إلا صورة شاهدها الصديق في مخيلته. ومثل ذلك يحدث للناس في الأماكن الضيقة أو المظلمة أو المفتوحة وسائر اشكال الفوبيا أو الرهاب.

نخاف الخسارة فلا نعمل. نخاف الهزيمة فلا نقاتل. نهاب الموت فلا نقبل على الحياة. نخاف من التغيير وقد يكون إلى الأفضل فلا نجدد حيواتنا حتى تجمد ويدب اليباس فيها بسبب الخوف حين نكمن في (السكونية) خوفا من المجهول أو التجديد أو المغامرة أو التجريب.

وتلك حالة سلبية تعتبر أقسى أنواع الخوف (الخالي من الادرينالين) ولا اعراض له. فلا تعرق ولا ارتجاف ولا ضربات قلب غير طبيعية، ويحدث في أماكن غير مرتفعة ومضاءة. فيمر الزمن والمذعور على طمام المرحوم. لا طاب ولا غدا شره.

الأنباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى