نحن لسنا سلاحف!* د. نرمين يوسف الحوطي

النشرة الدولية –

خمسون ثانية، لم تكتمل الدقيقة، وبالرغم من تلك الثواني القليلة إلا أنها حملت لنا العديد من الرسائل المباشرة لمن يمتلك القرار.

«نحن لسنا سلاحف» عمل إعلامي تربوي حمل رسالة إعلامية مباشرة لوزارة التربية وكل تربوي مسؤول عن نظام التربية والتعليم في الكويت، فكرته بسيطة وبالرغم من بساطة العمل، إلا أنه أوصل الفكرة والمغزى المراد توصيلهما للمشاهد والمسؤولين. تقوم الفكرة على الأداء الحركي دون حوار ولا مؤثرات.. يبدأ الإعلان بصورة لطالبة تحمل ورقة كُتب عليها «نحن لسنا سلاحف» ومن ثم نسمع خطوات ثقيلة السير، وإذا بها سلحفاة تسير في طريقها ببطئها حاملة على ظهرها بدرقتها الصلبة وبجانبها خيال ظل نظن في بادئ الأمر أنها سلحفاة أخرى، وفي ثانية نكتشف بأن ذلك الخيال ليس سلحفاة أخرى بل هي طالبة تسير إلى مدرستها تحمل حقيبة تشابه بدرقة السلحفاة، وتسير بخطوات مشابهة للسلحفاة من ثقل ما تحمله من أعمال دراسية، تستمر الفتاة بالسير بخطواتها الثقيلة مع اختفاء السلحفاة وظهور طالب يصغرها من العمر الكثير حاملا على ظهره حقيبته المدرسية الثقيلة يحاول أن يركض ولكنه يتعثر ويقع على ظهره مشابها للسلحفاة عندما تنقلب على ظهرها وتنظر الطالبة إليه مع استمرارها بخطواتها البطيئة مما تحمله من بدرقة دراسية ويختتم الإعلان بجملة «قللوا من حمولتهم.. فهم ليسوا سلاحف»!

انتهى الإعلان وبقي السؤال: ألم يقم أحد المسؤولين في الماضي البعيد وصرح بأن زمن الكتب والدفاتر انتهى ودخلنا عصر التكنولوجيا؟ وأصبح لكل طالب جهاز كمبيوتر أم أصبح خبر كان؟!

لا نريد عصر التكنولوجيا! ولن نقول أين أجهزة الكمبيوتر؟ ولن تكون إضاءتنا بأن الأجهزة تقتصر على المدارس المتميزة، ولن نقوم بمقارنة بين المدارس الحكومية والخاصة، ولكن سنستحضر الماضي لنجد حلولا لحاضرنا.. كنا «ويا حلو ما كان» عندما نذهب إلى مدارسنا ما نحمله يقتصر فقط على الكتب المدرسية، أما دفاتر الواجبات وغيرها مما يخص الحصص الدراسية فيحتفظ به عند كل مدرس للمادة. بمعنى أوضح لنذكر البعض إذ كان قد نسي، الرياضيات مثلا عندما يعطى لنا واجب مدرسي هنا فقط يسمح للطالب بأن يأخذ دفتر واجبه

معه، أما إذا لم يكلف بواجبات فكان المدرس يحتفظ بدفاتر الطلبة لديه، ذلك هو ماضينا ويا حلو أيامنا، أما اليوم فما نراه هو العجب!

بعض المدرسين أو نجزم الكل يقومون بطلب دفاتر 100 ورقة للواجبات المدرسية، أي إذا قمنا بحسبة رياضية بسيطة لما يحمله أبناؤنا على ظهورهم فسنجد بالتقدير الحسابي أن الطالب إذا كان لديه خمس مواد، أي كل مادة تحوي كتابها مع دفترها ذي الـ 100 صفحة أي أن أبناءنا يوميا يحملون ما بين 700 ورقة و 1000 ورقة على ظهورهم.. «يعني ليما يوصل الجامعة يكون أصيب بالدسك اسم الله عليهم».. ولكن تلك هي الحقيقة وهذا واقعنا.

مسك الختام: بس سؤال.. جمعية حقوق الطفل ولا غيرها من أسماء أين هم مما يحدث لأطفالنا؟ نعم هم ليسوا بسلاحف!

الأنباء الكويتية

زر الذهاب إلى الأعلى