خيانة معلنة* صلاح الساير

النشرة الدولية –

ولاء الإنسان لوطنه أمر طبيعي، وذلك بسبب سعة ذاكرته البشرية القادرة على الاحتفاظ بتفاصيل الطفولة والشباب، وكذلك بسبب النوستالوجيا (الحنين إلى الماضي) التي تميز البشر عن سائر الكائنات، إضافة إلى نزعة الاستقواء والرغبة بتوفير الحماية بالانتماء للآباء والأجداد. ويمكن ملاحظة الولاء للأوطان والحنين لها لدى المغتربين الذين يعملون أو يدرسون في دول أكثر تقدما أو ثراء من وطنهم الأم، ولسان حالهم يلهج بقول أبو تمام (كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل).

في مجتمعاتنا العربية القديمة كانت الحالة الوطنية أكثر طهرا وعافية وعفافا حين كان الخائن، الداسوس، يحرص على إخفاء مشاعر كراهيته لوطنه ليعمل في السر «طابورا خامسا» لصالح الأعداء. فهو في العلن مواطن مخلص لوطنه وفي السر عدو لدود. بعكس هذه الأيام الملوثة بالخيانات ونكران الجميل التي يصرح فيها بعض المحسوبين على العرب بأن ولاءهم واحترامهم وانتماءهم لزعماء في بلدان أخرى غير عربية، وذلك بسبب معتقداتهم الدينية أو المذهبية التي لا تنظر للوطن إلا انه (حفنة تراب) لا تستحق الولاء أو الفداء أو التضحية.

جماعات الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي تسببت بأضرار بالغة للتلاحم الوطني في مجتمعاتنا العربية بعد أن قامت بمحو الأوطان من صدور الناس، حيث ينتشر في مجتمعاتنا العربية المريضة العديد من الافراد الذين تعرضت أدمغتهم للغسيل (أو التلوث) يسعون جاهدين إلى ضرب وحرق وتخريب أوطانهم وتمزيق مراكض الطفولة واليفاعة والشباب دون خوف أو حياء أو خجل، ويعلنون (الخيانة العظمى) علانية بالصوت والصورة، وكأن دولهم العربية لم تحتضن خطوات صباهم ولم تقدم لهم السقف والرغيف وكراسة المدرسة.

الأنباء الكويتية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button