الرئيس المصري يعلن إطلاق بلاده لخطة شاملة ضد الارهاب داعيا إلى احترام مبدأ الملكية الوطنية للحلول
الأمم المتخدة – محررة النشرة الدولية –
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، عن خطة شاملة لمكافحة الارهاب أطلقتها بلاده، داعيا إلى فتح نقاش دولي معمق، لتطوير العمل تحت مظلة الأمم المتحدة لضمان المواجهة الشاملة لتحديات الإرهاب.
وقال الرئيس المصري خلال كلمته أمام أعمال الدورة الـ74 للأمم المتحدة في نيويورك: “أطلقنا خطة واسعة وشاملة ضد الإرهاب”. وأضاف أن “مصر طالبت دائما باتباع منهج شامل لمكافحة الإرهاب دون استثناء”.
كما أكد الرئيس المصري على أهمية احترام مبدأ الملكية الوطنية للحلول، لضمان فاعلية منظومة العمل الدولى متعدد الأطراف، متطرقا في هذا الخصوص للتجربة الرائدة التي خاضتها مصر، بما فيها إطلاقها لخطة طموحة هدفت النهوض بمجتمعها على نحو شامل، وتصديها الحاسم للإرهاب، وتنفيذها لبرنامج إصلاح إقتصادى أكثر طموح.
وأشار إلى نشاطات بلاده في النطاق الإقليمى بحكم رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقى، بما في ذلك ترسيخ مبدأ “الحلول الإفريقية للمشاكــل الإفريقيـة واعتماد مقاربة شاملة لإرساء دعائم التنمية. وكشف عن تدشين “مركز الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية”، والذى أشار الى أنه سيركز على إعادة بناء الدول.. فى مرحلة ما بعد النزاعات.
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن استمرار التعثر في المفاوضات حول سد النهضة سيكون له انعكاسات سلبية على الاستقرار والتنمية في المنطقة عامة وفي مصر خاصة، مشيرا إلى أن “مياه النيل بالنسبة لمصر هي مسألة حياة وقضية وجود وهو ما يضع مسؤولية كبرى على المجتمع الدولي للاضطلاع بدور بناء في حث جميع الأطراف على التحلي بالمرونة سعيا للتوصل إلى اتفاق مرض للجميع.” وأعرب السيسي عن استعداد بلاده للتوصل إلى “اتفاق يحقق المصالح المشتركة لشعوب نهر النيل الأزرق في إثيوبيا والسودان ومصر.”
ودعا رفع الســـودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب، تقديرا للتحـول الإيـجابي الذي شــهدته مؤخرا، وتمكينها من مواجهة تحديات الاقتصادية. ودعا أيضا إلى معالـجة جذور المشكلة الليبيـة بشكل شامل يستند على الالتزام بالتطبيق الكامل لجميع عناصر خطة الأمم المتحدة، ومعالجة الخلل الفادح فى توزيع الثروة والسلطة، وتوحيد المؤسسات الليبية الوطنية.
أما على صعيد قضايا شؤون منطقة الشرق الأوسط، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية إنهاء أزمة اليمن عبر تنفيذ الحـل السياسى بمرجعياته المعروفة، ووقف التدخلات غير العربية الساعية إلى تقويض الأمن القومى العربى، وتسببت في تعريض الملاحة في الخليج والمنشآت النفطية في السعودية لخطر الاعتداءات.
وحول القضية الفلسطينية اعتبر الرئيس السيسي استمرار القضية الفلسطينية دون حل عادل مستند إلى قرارات الشرعية الدولية، يفضى لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بأنه مصر لإستمرار معاناة الشعب الفلسطيني، وإنما أيضا استمرار مرحلة الاستنزاف لمقدرات وموارد شعوب منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وجدد موقف العرب المنفتح على السلام العادل والشامل، مشيرا على أن مبادرة السلام العربية لا تزال قائمة وتشكل فرصة سانحة، لبدء مرحلة جديدة فى الشرق الأوسط. وأكد على الحاجة لقرارات جريئة، تعيد الحق للفلسطينيين، وتفتح الطريق أمام نقلة كبرى يترتب عليها إقامة منظومة أمنية واقتصادية فى منطقة الشرق الأوسط، قوامها السلام والأمن والتعاون والمصلحة المشتركة.
وبشأن سوريا، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة وقف استمرار الحلقة المفرغة، التي تعيشها سـوريا منذ ثمانية أعوام، وعبر عن ترحيب مصر بالإعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية، داعيا للبدء الفوري لعملها ودون إبطاء، كخطوة ضرورية نحو التوصل لتسوية سياسية شاملة، تحقق وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسلامة مؤسساتـها، ووقف نزيف الدم، والقضاء التام على الإرهاب.
ودعا لعقد النسخة الأولى من “منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين” فى ديسمبر من العام الجارى، ليكون نموذجا لإطلاق الحوار بين الفاعلين الدوليين والإقليميين، ووضع المبادرات والآليات الدولية والإقليمية فى إفريقيا موضع التنفيذ.