إيران والحرب الشاملة* صلاح الساير

النشرة الدولية –

التصريحات الرسمية الإيرانية عن «الحرب الشاملة»، وكذلك التهديد بأن «ردها على الهجوم عليها لن يقتصر على مصدر الهجوم»! تصريحات خطيرة أثارت موجة عارمة من الخوف والذعر بين الناس في الكويت بحكم موقع بلادنا القريب من إيران والعراق. وتلك مخاوف مشروعة، غير أن المبالغة بهذا الذعر والتسابق على رسم سيناريوهات مرعبة مسألة مريبة تستدعي التفكر، فمن المحتمل أن يكون المروجون لمثل هذه القصص جماعات لا تضمر الخير لبلادنا ممن يحملون أفكار خميني أو من جماعات الإخوان المسلمين الساعين إلى تفكيك المنظومة الخليجية.

الحرب دمار لا يتمناه أحد، خاصة انه لا موجب للصدام مع الشعوب الإيرانية الصديقة، غير أن استمرار التدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي، ودعم تمرد الحوثي على الشرعية في اليمن، وعرقلة الملاحة في الخليج، وأخيرا التهديد بالحرب الشاملة والزج بدول المنطقة في صدامات إيران مع العالم، مسألة غير منطقية وتضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط، ولا تفصح عن نوايا إيرانية طيبة تجاه الجيران، وذلك أمر قد يفضي إلى اعتداءات عسكرية على بلادنا. فلا ينبغي للشجعان أن يصابوا بالهلع في حالة الابتلاء والاعتداء على بلادهم. فالأمر لله وحده، من قبل ومن بعد.

من الضروري أن نتذكر أن الحرب العراقية – الإيرانية استمرت 8 سنوات ولم تتهدم بغداد ولا طهران تدمرت. رغم بشاعة تلك المواجهات العسكرية التي عشنا معها حرب المدن وضرب الناقلات واستخدام الأسلحة المحرمة. أشير إلى تلك الحقائق، كما أشير إلى أن الاعتداء على الدول (حسب منطق من يهدد بالحرب الشاملة) يشبه الزلزال الذي يحدث دون تدخل البشر. ورغم الزلازل والهزات الأرضية فإن الناس تستمر في الحياة ولا تفر من مدنها. ويبقى المطلوب الانتباه والحذر والثقة بأبطالنا في القوات المسلحة والحرس الوطني ورجال الأمن والدفاع المدني. والحافظ الله وهو المستعان.

الأنباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button