الشيخة انتصار الصباح: «الكويت في 400 عام» يحمل بصمة حكامها محلياً ودولياً
النشرة الدولية –
قالت الشیخة انتصار الصباح، إن البصمة المطبوعة على غلاف إصدارها «الكويت في 400 عام» تحمل الكثير من المعاني، من أهمها بصمة حكام الكويت محلياً ودولياً، مضيفة أن ما دفعها إلى إعداد هذا الكتاب المصور هو نقص الكتب التي توثق تاریخ الكویت بطريقة حديثة وشائقة.
أكد باحثون في التاريخ وأكاديميون متخصصون وسفراء ومثقفون أن كتاب الكويت في 400 عام يعتبر موسوعة مصورة، وأنه الكتاب الأول في العالم الذي يتناول تاريخ الكويت بالوثائق والصور على مدى أربعة قرون، وقالوا، إن ما يميز هذا الكتاب القيّم أنه تناول الأحداث بصورة مرتبة تسهل على القارئ قراءته والاطلاع عليه في فترة وجيزة جداً.
وذكروا أن هذا الكتاب يستحق أن يكون في المدارس والجامعات، لتحفيز الطلبة على قراءة تاريخ بلدهم بطريقة شائقة تواكب التطور، مما يعزز الانتماء للوطن، وذهب بعضهم إلى أهمية نشر الكتاب بلغات أخرى غير اللغتين العربية والإنكليزية المنشور بهما الكتاب ليكون مرجعاً تاريخياً للباحثين حول العالم.
جاء ذلك في حفل تدشين وإطلاق “كتاب الكويت في 400 عام” في المركز “الأمريكاني” الثقافي والذي نظمته دار لولوة للطباعة والنشر یوم أمس الأول بحضور صاحبة الفكرة ومنفذته الشیخة انتصار سالم العلي الصباح والباحثة رقیة حسین التي شاركت في تنفيذ الكتاب ود. حمد القحطاني الذي راجع الكتاب تاريخياً، وحشد من السفراء والباحثين والأكادیمیین ونخبة من الأدباء والمثقفین.
توثيق التاريخ
وعبرت الشیخة انتصار الصباح في كلمتها عن سعادتها بخروج الكتاب إلى النور بعد ست سنوات من العمل المتواصل بمشاركة حسین، ومراجعة تاریخیة د. القحطاني، وأن ما دفعها إلى إعداد هذا الكتاب المصور هو نقص الكتب التي توثق تاریخ الكویت بطريقة حديثة وشائقة، مؤكدة أن الكتاب جاء نتاج جهود كبيرة جداً وبحث ومعاناة للحصول على وثائق معتمدة وموثوقة، لافتة إلى أنها أرادت عمل كتاب یستطیع القارئ قراءته بمتعة وسهولة اعتماداً على الصورة لأن الصورة أكثر تعبيراً وتشويقاً للقارئ في عصرنا هذا.
وذكرت أن هناك نسبة قلیلة من الناس مازالت تحافظ على القراءة في عصر اتسم بالسرعة وانتشار الأخبار، لذا كان لابد من التفكیر في عمل كتاب تسهل قراءته خلال فترة وجیزة جداً ویضم معلومات تاریخیة مهمة في حقبة تمتد على مدار 400 سنة.
وأكدت الشیخة انتصار الصباح: “لم استمتع في حیاتي كما استمتعت وأنا أعود بالذاكرة إلى الوراء فأبحث وأبحث لأحاول توثیق الكویت بالصور والوثائق لیكون هذا الكتاب أحد الشهود على عراقة الكویت ورخائها ومحبة أبنائها لها، موضحة أنهاعلى یقین بأن الكویت منذ تأسیسها حتى هذه اللحظة لا تكفيها جمیع أوراق العالم لتدوین الأماكن والأحداث والأحادیث والقصص والمواقف التي حدثت فيها.
وأوضحت أن البصمة على الغلاف تحمل الكثير من المعاني، أهمها بصمة حكام الكويت على الصعيدين المحلي والدولي، مشيرة إلى أن الكويت رغم أنها صغيرة في الحجم فإنها كبيرة وعظيمة بأعمالها، فعلى مر التاريخ كان لها دور دولي متميز.
وذمرت أن الكتاب بدأ بالبصمة على الغلاف، وانتهى بالاكتشاف الأثري الذي اكتشفه المجلس الوطني وهو عبارة عن بصمة تعود إلى 7000 سنة، منوهة بأن اللون الأبيض للغلاف تم اختياره لأنه يحمل الكثير من المعاني منها البصمة البيضاء للكويت، التي قامت بأعمال إنسانية على مر التاريخ، فالكويت رغم صغر مساحتها فإنها قامت بأعمال كبيرة وعظيمة لم تستطع أكبر الدول القيام بها.
وأشارت إلى أن لها تجربة مع بناتها، حيث وجدتهن لا يعرفن شيئاً عن وطنهن، فواصلت البحث حتى تصل لكتاب يوصل المعلومة التاريخية بطريقة سهلة، مؤكدة أن معرفة تاريخ الكويت يزيد الانتماء للوطن ويعزز الوطنية وحب الديرة في الأجيال الجديدة.
ثراء المعلومات
بدورها، قالت الباحثة رقية حسین إن العمل في هذا الكتاب أضاف إليها الكثیر لافتة إلى استفادتها القصوى من ثراء المعلومات لدى الشیخة انتصار الصباح وغزارتها حول تاریخ الكویت وما تضمنه الكتاب من وثائق وصور نادرة.
وأضافت أنه كانت هناك معلومات وصور ووثائق متنوعة “واكتشفنا أن حجم الكتاب وصل إلى 500 صفحة فكان لابد من إعادة اختیار الصور لتقلیل عدد الصفحات وحرصنا على الاحتفاظ بالصور الأقل تداولاً أو التي تنشر للمرة الأولى وتم العمل بذكاء فائق بناء على تعلیمات الشیخة انتصار الصباح”.
إثراء المكتبة الكويتية
من جانبه أكد أستاذ التاريخ بحامعة الكويت د. حمد القحطاني أن الكتاب یحتوي على معلومات قیّمة، لافتاً إلى أن الصورة قد تعبر عن مجلد بأكمله وهذا الكتاب احتوى على عدد من الصور المعبرة مع شرح مبسط عن تاریخ أو حدث معین تمثله هذه الصورة وشهدته الكویت وذلك بطریقة سلسة ومیسرة وشائقة.
وأعرب عن الأمل في أن تكون هناك إصدارات أخرى متخصصة بمختلف المجالات السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة والاجتماعیة والریاضیة لإثراء المكتبة الكویتیة وتعریف الابناء بتاریخ الكویت المشرق.
موسوعة مصورة
وفي تصريح لها عبرت الشيخة عايدة سالم العلي عن سعادتها الغامرة بتدشين كتاب تاريخي يعتبر موسوعة مصورة، يتناول التاريخ بطريقة رائعة ومختصرة تواكب العصر، موضحة أنه حتى يومنا هذا لم يحدث تطوير لكتب التاريخ ولازالت كتب التاريخ تقليدية تتبع الأسلوب السردي للتاريخ.
وأشارت إلى تميز كتاب الكويت في 400 عام ، موضحة أن مؤلفة الكتاب الشيخة انتصار اختصرت 400 عام من تاريخ الكويت في هذا الكتاب المصور الذي يسهل على الجميع قراءته، آملة أن يخدم هذا الكتاب القيم الجيل الجديد، لأنه يعرف عن تاريخ الكويت بطريقة رائدة ورائعة.
وثمنت جهود الشيخة انتصار وكل من ساعدها ليظهر هذا الكتاب للنور، مؤكدة أن هذا الكتاب يعتبر نقلة نوعية في تاريخ الكويت.
العلاقات المميزة
من ناحیته أشاد سفیر الولایات المتحدة لدى الكویت لورانس سیلفرمان في تصریح للصحافیین بمحتوى الكتاب “فهذا العمل الكبیر الذي استغرق سنوات لجمع المعلومات والصور یستحق الإشادة” معرباً عن الفخر بحضور حفل التوقیع.
وقال سیلفرمان، إن الكتاب أرّخ أیضاً العلاقات الممیزة بین الكویت والولایات المتحدة من خلال حرب تحریر الكویت من الغزو العراقي إضافة إلى الزیارات المتبادلة لمسؤولي البلدین.
عقود طويلة
بدوره، أعرب سفیر المملكة المتحدة لدى البلاد مایكل دافنبورت عن سعادته بالمشاركة في حفل توقیع الكتاب، “وهو مهم جداً لأنه یؤرخ تاریخ الكویت لعقود طویلة مضت حتى قبل إبرام اتفاق التعاون بین الكویت وبریطانیا الذي یعود إلى 120 عاماً.
وقال دافنبورت، إن الكتاب تطرق إلى أحداث تاریخیة مهمة ومحطات للعلاقات الكویتیة البریطانیة والتي لم یكن على درایة بها، مبدیاً إعجابه الشدید بفكرة تألیف كتاب یوثق تاریخ بلد بالصور وبشرح مبسط خصوصاً أن هذا النوع من الكتب یلقى اهتماماً كبیراً من الباحثین.
لغات أخرى
من جهته أشاد السفیر التونسي لدى البلاد أحمد بن صغیر بمحتوى الكتاب الذي اعتبره مرجعاً مهماً لتاریخ الكویت وتمنى ترجمته إلى لغات أخرى كي یتسنى للباحثین من دول أخرى الاطلاع على هذه المطبوعة المتمیزة.
وأبدى بن صغیر إعجابه بمستوى الطرح والنقاش الذي دار خلال حفل التوقیع الذي حضره حشد كبیر من الشخصیات الملهمة في المجتمع الكویتي ناهیك عن دبلوماسیین من مختلف الجنسیات.
4 قرون
أما سفیر هنغاریا لدى البلاد اشتیفان شوش فثمن محتوى الكتاب الذي أرخ تاریخ الكویت بطریقة بسیطة وشائقة، معرباً عن سعادته بالمشاركة في هذه الاحتفالیة والاستمتاع بالنقاش الثقافي الراقي الذي تعرف من خلاله على الكثیر من تاریخ الكویت.
من ناحیته وصف السفیر الروماني لدى البلاد دنیال تناسي الكتاب بالإنجاز المتمیز الذي یؤرخ الكویت في أربعة قرون ومن شأنه التسهیل للباحثین من غیر الكویتیین معرفة تاریخ الكویت خلال هذه الفترة الطویلة.
خدمة الكويت
من جهتها أعربت عائشة كويتاك سفيرة تركيت لدى الكويت، عن إعجابها الشديد بالكتاب وبالحضور والتجاوب الفعال مع شرح الشيخة انتصار سالم العلي للكتاب، وقالت لأول مرة أفهم ما يقال باللغة العربية وكانت فرصة لي أن أعرف تاريخ الكويت عن قرب من خلال الشرح المقدم لمحتوى الكتاب.
وأشادت بالجهود التي تقوم بها الشيخة انتصار سالم العالي في عدة مجالات وإصدار كتاب عن تاريخ الكويت، هو دليل على حبها للكويت واعتزازها بالأشياء القيمة، وتمنت التوفيق للشيخة انتصار ولفريق العمل التوفيق في خدمة الكويت.
وكان الحفل قد شهد العديد من المداخلات لباحثين في التاريخ وأكاديميين ومستشارين ثقافيين ومهتمين بالتاريخ والثقافة، حيث أشادوا جميعاً بفكرة الكتاب والمعلومات التاريخية فيه، لافتين إلى أهمية عمل كتب أخرى بلغات عالمية أخرى ليكون مرجعاً حول العالم في البلاد التي لا تتحث العربية أو الإنكليزية.
الكتاب في سطور
يضم الكتاب 1320 صورة ووثیقة وصدر حدیثا باللغتین العربیة والإنكلیزیة عن دار لولوة للنشر وهو الأول من نوعه في الكویت والعالم وجاء تصمیم غلافه باللون الابیض تزینه بصمة تحتوي بین ثنایاها على صور حكام الكویت الذین رسموا نهضة البلاد على مدى 400 عام استطاعت الكویت خلالها ان تحقق العدید من المكاسب والإنجازات.
و”الكويت في 400 عام” هو أول كتاب يرصد بالصور والمستندات تاريخ الكويت خلال تلك الفترة، ما يجعله مرجعاً تاريخياً للباحثين حول العالم عن تاريخ الكويت في 4 قرون، وأحد الشهود على عراقة الكويت ورخائها ومحبة أبنائها لها، والتي تتضح جليا في كل صفحة من صفحاته الـ 300.
عنوان الكتاب يأتي تلخيصاً مثالياً لمحتواه، كما جاء تصميم الغلاف معبراً، ويبدأ الكتاب بإهداء من صاحبة الفكرة ومنفذته الشيخة انتصار سالم العلي الصباح إلى حبيبتها الكويت أميراً وولياً للعهد وشعباً، وإلى والديها وجدّتها وبناتها ولكل من علمها وأنار دربها، ولكل العاملين بجد لإحداث فرق في مجتمعاتهم، ما يؤكد الأهداف النبيلة التي تحرص الشيخة على تعزيزها.
الكلمة الافتتاحية بدأت بعبارة: “الـ”وطن” ليس فقط 3 أحرف بسيطة، ولكنه الملاذ والبيت والدفء، هو ليس أرضاً لها حدود بل حالة من العشق يحيا فيها كل من العاشق والمعشوق لتنتج عنها حالة من الرخاء والاستقرار”… عند تأمل هذه الكلمات نجد أن الكاتبة تعاملت مع تاريخ الكويت بحالة من العشق لذلك أخرجت لنا كنزا أطلقت عليه “الكويت في 400 عام”، فيه إجابات بالوثائق عن الكثير من التساؤلات التي تتردد في الأذهان.