المرأة شريكة أساسية في بناء السلام* الدكتورة مارسيل جوينات

النشرة الدولية –

قبل نحو الثلاثين عامًا أعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة يوم السلام العالمي. وها نحن ما زلنا نتساءل اين المرأة وأين دورها من بناء السلام!! أين اصبحت كل الجهود التي تحاول ادخال المرأة في بناء السلام.

لذا ليس من المستغرب المناداة بالعمل المستمر على إشراك المرأة في بناء السلام، فهناك العديد والكثير من القضايا التي يتم طرحها والعمل عليها تخص المرأة بشكل مباشر. ولكن للاسف هناك من  يعمل على إقصائها من شراكته في بناء السلام ويعود ذلك لعدة أسباب كالبيئة المحيطة والتربية والتعليم وبعض التقاليد التي لم تعد تنفع في زمننا هذا، بل صارت عائقاً في كثير من القضايا.

فالمرأة العربية بالأخص يجب أن تكون شريكة فاعلة ومكافئة للرجل في إسهامها بإحلال السلام، خصوصاً في ظل الظروف والقضايا التي نعيشها منذ سنوات من إرهاب وخطاب كراهية وتعصب وقتل وتهجير وحروب، فهي شريكة فاعلة ومكافئة، كما قلنا، للرجل في أغلب المجالات وفي القضايا التي تهدد وجودها ووجود وطنها وبيتها واطفالها.

هناك جهل  يكاد ان يكون متعمداً في التقليل من فاعلية وتأثير دور المرأة في بناء الجسور بين الخلافات والاختلافات والتفاهم والإخاء، من خلال دورها في عملية السلام. وعليها أن لا تستكين بحالها كضحية بل أن تتحلّى بالشجاعة والعلم والمعرفة. لقد أصبحت، وبنسبة لا يستهان بها، شريكة في إعالة أسرتها، وتجاهد في أن تعمل، وتعمل كذلك على تماسك المجتمع.

بدونها، كأساس صلب وكمصلحة، من الصعوبة العمل للوصول إلى السلام، أي سلام وفي أي مجال، وبالذات لأن الرجل، في الغالب المطلق، هو من يقوم وقام بما يعطّل بل وبما يكافح ضد السلام، بقيامه بالحروب، وطنيّة أو إقليميّة أو عالميّة.

المرأة تمتلك القناعة بأن لديها القدرة على بناء السلام جنباً الى جنب مع شريكها الرجل في سبيل إحلال السّلام والشراكة والعيش المشترك، في وطن واحد وعالم واحد.  فهي تحمل نفس الهموم وتجاهد في أن تعمل على تقدم وبناء المجتمع.

اذا عدنا الى قرار مجلس الامن رقم 1325 والذي يدعو الى تفعيل دور المرأة في بناء السلام أينما حلّت ووجدت. وكذلك منظمة الاونيسكوا والتي ركزت عام 2007 في يوم المرأة العالمي على ان النساء صانعات للسلام، ووثيقة الأخوّة الإنسانية التي تنادي بالاعتراف بالمرأة وبحقوقها، وتعديل التشريعات لتمكين المرأة من نيل كامل حقوقها. كل هذا الدعم الدّولي للمرأة وما زالت تعاني من غياب العدالة في الحقوق والواجبات، في مجتمعاتنا، وفي المجتمعات الذكوريّة الشبيهة.

هناك حاجةٌ ورغبةٌ في إزالة الصورة النمطية المغلوطة عن المرأة وتمكينها من المشاركة الفاعلة. وأن لا يقتصر وجودها في المؤتمرات واللقاءات على أخذ الصور فقط للظهور في الإعلام وأمام المؤسسات الدولية بأننا مجتمعات متقدمه والمرأة شريكة.

كما أن هناك مسؤوليةٌ على المرأة نفسها تجاه نفسها في المساهمة والشراكة ببناء السلام. وزيادة ثقتها بنفسها وبهويتها كإنسانة. يجب إظهار التعاون المشترك بين الرجل والمرأة وذلك بتوسيع الآفاق على أسس جديدة وبمختلف القضايا والوسائل ووضع مفاهيم مشتركة في كل الأمور.

بعد الفشل تلو الفشل سنين طويلة، إلّا في النادر، في الوصول إلى حلول ناجعة حقيقيّة يمكن لها أن تدوم، في العدد الذي لا يمكن إحصاؤه، بالمؤتمرات واللقاءات التي يعقدها الرجال فقد آن الأوان أن يقف الهرم (وحدة الرجل والمرأة) على قاعدته، وأن لا يبقى يتمايل على رأسه.. (الرجل).

الدستور الأردنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى