نتانياهو عدو «وجودي» وحقيقي للأردن !* رجا طلب
النشرة الدولية –
أقر رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق افرايم هيلفي خلال ندوة نظمها مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل ابيب قبل عدة أيام بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع اتفاقية وادي عربة، وهي الاتفاقية التى ساهم هو شخصيا بإدارة مفاوضاتها السرية مع الأردن قبل توقيعها الرسمي عام 1994، أقر بجملة من المعلومات التي تؤكد أن إسرائيل في ظل حكم نتانياهو (الفترة الاولى من 1996 حتى عام 1999) أرسل خلالها رجال الموساد لاغتيال خالد مشعل في قلب عمان وهي المحاولة التي كادت أن تطيح باتفاقية السلام وهي في مهدها، أما الفترة الثانية لنتانياهو والممتدة من 2009 إلى اليوم فيقول عنها هيلفي دون أن يذكر اسم نتانياهو واستخدم بدلا من تسميته كلمة «الحكومات الإسرائيلية» يقول: (هناك سياسة إسرائيلية متعمدة للابتعاد عن الأردن والتقليل من وزنه والاستخفاف به، كما يقر ايضا أن نتانياهو ينظر للأردن على أنه دولة تعتمد اعتمادا كبيرا على إسرائيل وأنه أي الأردن ليست لديه خيارات بعد ان ابتعد عنه «العرب» إلا الاعتماد الكامل على إسرائيل، وينوه هيلفي الى انه لا يتفق مع هذه الرؤية.
ويتوقف هيلفي عند إعلان نتانياهو، عشية الانتخابات التشريعيّة الأخيرة، ونيتّه ضمّ غور الأردن وشمال البحر الميّت للسيادة الإسرائيليّة معلقا على هذا الاعلان بقوله (.. يُشكِّل عمليًا تهديدًا وجوديًا للاردن، وعلى استقرار النظام الحاكم فيه).
كما يعدد هليفي «التحرشات الخشنة والاستفزازات الصعبة» التى مارستها حكومات نتانياهو خلال الـ 13 عاما فيشير بشكل خاص للاستفزازات التي اعتمدها نتانياهو بالاتفاق مع المتطرفين اليهود للمس بمكانة الدولة الاردنية والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس ودور نتانياهو في التخطيط وبلورة ما سمي «بصفقة القرن» والتي تعد خطرا حقيقيا على الاردن وشطب علاقته ودوره التاريخي بالقضية الفلسطينية.
اما ما لم يات على ذكره افرايم هيلفي هو تحريض نتانياهو المستمر للرئيس ترمب على الاردن والتقليل من القيمة الاستراتيجية للاردن في الحسابات الاميركية وتصويره على أنه دولة تابعة لإسرائيل، وهو التحريض الذي أوصل ترمب «الضحل سياسيا» لقناعة بعدم جدوى تعزيز العلاقات مع الاردن تمهيدا لتقليص حجم الدعم العسكري والأمني والاقتصادي له.
من المهم للغاية معرفة ان ترمب يعد «العوبة» بيد الطاقم الصهيو – انجيلي الذي يدير البيت الابيض والخارجية من مايك بينس الى كوشنير الى بومبيو الى سفير واشنطن في اسرائيل ديفيد فريدمان، وان هذا الطاقم مقتنع ان نتانياهو هو اكثر شخصية في إسرائيل قادرة على تحقيق الاجندة الانجيلية – الصهيونية.