اهزميه.. وإلا سيهزمك!* سمر المقرن
النشرة الدولية –
ونحن نقف صفاً واحداً في شهر أكتوبر المخصص عالمياً للتوعية بمكافحة (سرطان الثدي)، علينا أن نهنئ شخصيتنا المسالمة كما هي المتبارزون سيوفهم في العصور الوسطى للنيل من هذا اللعين، وقد عثرت على رغد ولد من رحم جدب هذا المرض عندما تابعت نساء وفتيات من جميع الأعمار تبرعن بتاج جمالهن «شعرهن» لصالح ضحايا سرطان الثدي، الذي يُمثِّل تبعاً لإحصائية عالمية 25% من أنواع السرطان التي تصيب الإنسان. والطامة الكبرى أنه إلى اليوم هناك نساء يفعلن مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمال، رافضات الاقتراب منه أو عمل أية فحوصات أو تحاليل للتأكد من خلوهن من المرض الذي يصبح أوهن من بيت العنكبوت، إذا امتلكت كل امرأة الوعي وقامت بعمل الفحوصات اللازمة لتحاصره في مهده حتى لا نربيه فينا ولدينا، فيفعل فعلته التي يفعل ويهتك بأرواحنا. وعلى كل امرأة وفتاة تجاوزت الثلاثين أن تقوم بعمل تحاليل وفحوصات دورية للكشف المبكر، ولعل شهر أكتوبر يكون فرصة لبث الوعي بهذا المرض.
هذه الفحوصات هي التي تتنبأ بإمكانية الإصابة بالمرض من عدمه، وهو ما فعلته الفنانة العالمية إنجلينا جولي عندما أعلنت الفحوصات احتمالية الإصابة بنسبة 85 % بسرطان الثدي و50% بسرطان المبيض، وبشجاعة الفارسات قامت إنجلينا باستئصال ثدييها ثم المبيض غير مبالية بالشكل -رغم أنه رأس مالها كامرأة وممثلة- ولا بالإنجاب فليس لديها رفاهية حب الموت الذي علينا حق ولكنا علينا أن نتدارك ونتداوى. وهكذا فالفحص المبكر حائط صد ضد اللعين وهناك نماذج لشهيرات عربيات انتصرن عليه، كثير منهن غير مشهورات ولا معروفات، لكن عندما تظهر التجربة من شخصية معروفة يكون لها وقع وتأثير كبير. مثل المطربة اللبنانية التي أشهرت سيفها في وجهه وهزمته بفحص مبكر وعلاج ناجع وروت تجربتها معه من خلال كليب غنائي عن الحب، ليظل الحب بقعة الضوء التي تشعل ليالينا وسط ظلام المرض الحالك. ولدينا قصتان واقعيتان لفنانتين أيضاً انتصرتا عليه، الأولى لفنانة عربية أصيبت بنوعين منه الأول سرطان الثدي، والثاني غدر الزوج شريك الحياة الذي ما إن علم بإصابتها بالسرطان لم يستطع معها صبراً وتخلَّى عن شراكته كالجندي الذي فرَّ من ميدان المعركة تاركاً زوجته وحدها خلف خطوط العدو، رافضاً الحياة على الضراء مكتفياً بالسراء، وبدونه نجحت -بفضل الله – ثم عزيمة وصبر النساء القوي من هزيمة العدو بمفردها بالعلاج لمدة سنتين بالخارج، وإن ظل سرطان غدر الزوج بلا علاج! أما القصة الثانية فهي لفنانة عربية أيضاً كوَّنت مع زوجها حائط صد من المودة والرحمة والحب وظل الزوج طوال رحلة المرض مع حبيبة العمر حتى إنه كان يهذِّب شعرها ويقلِّم أظافرها بنفسه بصبر جميل وكان الله المستعان لهما ودمّرا معاً بيت العنكبوت.
ما هذه إلا نماذج بسيطة فيها كثير من العظة والعبرة، للوقوف في وجه عدو هو «السرطان» فبالفحص المبكر تهزميه قبل أن يهزمك!.
نقلاً عن صحيفة الجزيرة السعودية