التدخل الأمني!* د. نرمين يوسف الحوطي

النشرة الدولية –

القصة ليست وليدة اليوم بل جذورها غرست من فترة بعيدة، إلا أنها أصبح لها أساس وحبكة وتطور للحدث وشخصيات تلعب وتتطور منها، أما النهاية فإلى الآن لم تحسم إلا بموت الشخصيات وبولادة الآخرين ليكملوا أحداث القصة.. «المخدرات».

قصتنا الكل يعرف أبعادها وأنواعها من خلال ما نقرأه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الميديا، فلن تكون سطورنا عن تحليل القضية! ولن تكتب حروفنا عن خطورة المخدرات على مجتمعنا! إنما كلماتنا تنادي بحتمية تواجد أمني في جميع مدارسنا وكلياتنا وغيرها من صروح تعليمية في كويتنا!

قد يرفض البعض باسم الحريات التواجد الأمني! وقد يقول آخر إن تلك الصروح التعليمية مقدسة من دخول وتواجد الأمن بها! ومن هذا وذاك نكتب لكم قصة من قصص اصبحنا نسمعها أو نشاهدها على مدار اليوم.. تروي لي صديقة تعمل في أحد الصروح التعليمية فتقول:

قمت بدخول «الحمام» أعزكم الله.. وصادف بأنني دخلت الحمام الخاص بالطالبات، وإذا بي أسمع من طالبتين تتبادلان الحديث مع بعضهما عن رائحة الحشيش! وكيف أن رائحته غير رائحة السجائر! وأصبحت الطالبة تتجمل وتتعذب لصديقاتها عن رائحة الحشيش والفرق بينه وبين السجائر! خرجت الدكتورة من «الحمام» مصدومة ولا تملك شيئا لتفعله لأنها لا تمتلك سلطة ولا يوجد أمن، فذهبت على الفور وتحدثت مع رئيس القسم الذي سمع القصة منها وكان الرد عليها: دكتورة ليش دخلت حمام الطلبات ولم تستخدمي حمام أعضاء هيئة التدريس؟!

انتهت قصة صديقتي.. ولكن لم تنته قصة المخدرات التي أصبحت متواجدة ليس فقط في الجامعات والكليات بل في مدارسنا أيضا! ومن هذا وذاك أصبحنا نطالب بالتواجد الأمني لمواجهة هذه الظاهرة في صروحنا التعليمية التي أصبحت أشباحا تروج لجميع أنواع المخدرات وفق الفئات العمرية والطبقية.. حان الوقت لأن يسمح للتواجد الأمني للتفتيش ومراقبة البعض الذين يدعون أنهم طلبة علم وهم ليس بذلك بل هم أداة لآخرين خارج أسوار الصروح التعليمية يريدون قتل وتغييب أبنائنا والقضاء على مستقبل الكــويت!

٭ مسك الختام: المادة 10 من دستور الكويت تنص على «ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي».

الأنباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى