الأردن: الهتافات المسيئة إساءة عابثة من حفنة مندسة لا تمثلنا والعلاقات الراسخة بين البلدين أقوى من أي محاولات رخيصة للنيل منها.. علاقتنا بالكويت أقـوى
النشرة الدولية –
نجحت جهود المسؤولين في المملكة الأردنية الهاشمية باحتواء غضب أهل الكويت بعد الهتافات المسيئة التي أطلقها مجموعة من الأشخاص أثناء المباراة بين منتخبي البلدين يوم الخميس الماضي في إطار التصفيات الآسيوية.
وقد خرج المسؤولون بداية من رؤساء مجالس الوزراء والنواب والأعيان مرورا بعدد من الوزراء وكبار الشخصيات لإعلان استنكارهم لتلك الهتافات، والتأكيد على العلاقات الراسخــة والوطيــــدة والمتجذرة بين البلدين الشقيقين على مختلفة المستويات، مؤكدين أن تلك الإساءات جاءت من حفنة مندسة تسعى إلى بث الفرقة والخلاف بين البلدين، إلا أن العلاقات المشتركة أقوى من أي محاولات رخيصة.
وقد تزامنت هذه التصريحات بإجراءات فعلية على أرض الواقع إذ ألقى الأمن العام الأردني القبض يوم أمس الأول على شخصين ممن قاموا بإطلاق العبارات المسيئة، وباشرت الأجهزة المعنية التحقيق معهما على الفور تمهيدا لضبط باقي الأشخاص واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم جميعا.
رئيس الوزراء الأردني د.عمر الرزاز سارع إلى التأكيد على أن تلك الحادثة «ليست من قيم الأردنيين ولا من رابطة الأخوة التي تجمع الأشقاء في البلدين»، مشيرا إلى أن الهتافات في الملعب «إساءة عابثة».
وأضاف في تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر»: «تعادلنا في الملعب وخسرنا بالمدرجات.. علاقتنا بالكويت أقوى من محاولة إساءة عابثة لا تمثلنا فالفرق شاسع بين تنافس شريف ومغالبة بأي ثمن».
ودعا رئيس الحكومة الأردنية الجميع إلى العودة للأبجديات وتمتينها والبناء عليها في كل مجالات الحياة.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد قد أجرى اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي نقل إليه استياء واستهجان الكويت لما صدر من الجماهير الأردنية من إساءات للكويت من خلال هتافات تشوه المقاصد الرياضية ولا تمت إليها بأي صلة.
وقد عبر الصفدي من جانبه عن أسفه واستيائه من هذه التصرفات التي لا تعكس طبيعة العلاقات الأخوية وما يكنه الشعب الأردني من تقدير لأشقائه في الكويت، مؤكدا أن بلاده لن تقبل بمثل هذه الإساءات وستواصل إجراءاتها لمعرفة من يقف خلفها ومحاسبته.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله إن العلاقات الكويتية ـ الأردنية راسخة ووثيقة وتاريخية وعميقة جدا تحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وأخيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وأضاف الجارالله خلال مداخلة له مع «تلفزيون المملكة» الأردني أن ما حصل من هتافات كان إساءة للعلاقات بين البلدين وإساءة للرياضة وتشويه مقاصد الرياضة بشكل عام، مشيرا إلى أن العلاقات الراسخة بين البلدين أكبر بكثير من أن تنال منها محاولات رخيصة ومندسة.
وأوضح الجارالله أن الهتافات في الملعب «تسببت في جرح عميق لأبناء الشعب الكويتي عندما سمعوها كونها تمجد بمن غزا الكويت وقتل أبناءها واستباح كل ما فيها وهو ليس ببطل قومي على الإطلاق».
ولفت إلى أن «الجرح كان كبيرا لأبناء الشعب الكويتي والألم كان بالغا لهم».
وثمن الجارالله ردة الفعل الشعبية والرسمية على كل المستويات من الأشقاء في الأردن والتي عكست عمق علاقاتنا ورسوخها، لافتا إلى إن ردود الفعل الأردنية لم تنحصر في بيانات ولكن رافقتها إجراءات تم اتخاذها على أرض الواقع.
وأكد أن هذه خطوة تبين حرص الأشقاء في المملكة على تطوير وتعزيز علاقاتنا والنأي بهذه العلاقة عن جميع محاولات العبث والضرر والإساءة لروح هذه العلاقات.
وأشــاد الجــارالله بالبيانين اللذين صدرا عن مجلسي النواب والأعيان الأردنيين وعبرا من خلالهما عن شجبهما واستنكارهما لهذه التصرفات ورفضهما لها، مضيفا أن هذين البيانين مثلا رقيا وأسلوبا حضاريا جسد روح الأخوة الحقة بين البلدين.
من جهته أعرب رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز عن «استنكاره ورفضه الشديدين» للإساءات التي صدرت عن «ثلة قليلة مندسة» بحق الكويت وشعبها خلال مباراة في كرة القدم.
وطالب الفايز في تصريح صحافي اتحاد كرة القدم الأردني والجهات المعنية بمتابعة مطلقي هذه الإساءات ومحاسبتهم وفق القانون، مؤكدا في الوقت ذاته عمق العلاقات الأردنية ـ الكويتية القائمة على «وحدة الهدف والمصير والمصالح المشتركة».
وقال إن الأردنيين يقدرون المستوى الرفيع الذي وصلت اليه علاقات البلدين الشقيقين كونها تشكل «نموذجا» في العمل العربي المشترك مشيرا الى أنها تجاوزت المصالح ذات الاهتمام المشترك إلى المصير والهدف الواحد.
وأضاف أن القيادتين السياسيتين العليا لدى البلدين في تنسيق وتشاور دائمين حول كل ما من شأنه ان يسهم في البناء على العلاقات «التاريخية المتجذرة» بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين ويخدم مختلف قضايا الأمة العادلة.
واكد أن الأردنيين «يثمنون عاليا» مواقف صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الداعمة للأردن خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الأردن «جراء ما يحيط بنا من أزمات» مضيفا ان «الكويت وقيادتها وشعبها كانوا على الدوام الى جانب الأردن وحريصون على أمنه واستقراره».
وفي الإطار ذاته، استنكر مجلس النواب الأردني محاولة المساس بروابط «الأخوة العميقة» التي تربط البلدين الأردن ولكويت خلال مباراة في كرة القدم، مؤكدا رفضه العبث بعلاقة مع شقيق «له مواقف لا مجال لنكرانها أو تجاوزها».
جاء ذلك في بيان أصدره مجلس النواب، شدد فيه على أن أي محاولة للنيل من العلاقة (الأردنية ـ الكويتية) هي محاولة لضرب العلاقة التي تمثل «عمقا عربيا راسخا» لافتا إلى أن الكويت تمثل «مساحة عربية من الحكمة والمسامحة وتشكل إرثا عربيا في التزامها بقيم القومية التي تجعلها في مقدمة الأمة في الرأي والمشورة».
وأكد رسوخ العلاقة بين البلدين والتي تحظى برعاية من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ووجوب احترامها من قبل الجميع والدفع بها قدما.
وبين أهمية وحدة الصف العربي وتماسكه في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة «وألا تكون الرياضة سببا في الفرقة والتشتت او العبث».
وجدد المجلس استنكاره كل الهتافات المسيئة التي صدرت عن بعض الجماهير خلال المباراة واعتبرها غير ممثلة للشعب الأردني «الذي يعترف للكويت أهلا وأميرا وحكومة وبرلمانا بجميل ما تقدمه من دعم موصول لأمتها العربية والإسلامية».
السفير الأردني لدى الكويت صقر أبو شتال صرح بأن العلاقات الأردنية – الكويتية تقف على أرضية صلبة ومتجذرة ترجمت وعكست من خلال ردة الفعل الأردني الرسمي والشعبي الرافض والمستنكر لهذه الهتافات، مضيفا أن ردة الفعل عكست قوة وعمق العلاقات الأردنية – الكويتية وأن نبض الأردنيين بكافة مكوناتهم يكنون مشاعر قلبية عربية أصيلة تجاه إخوانهم وأهلهم في الكويت.
وقال أبو شتال إن الإساءة المرفوضة التي صدرت عن فئة (زمرة) خلال مباراة الفريقين الشقيقين على ستاد عمان الدولي عاشت فيها المملكة الأردنية الهاشمية حالة استنفار غير مسبوقة ترفض وتدين وتطالب بمحاسبة هذه الفئة واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم ليكونوا عبرة لأي محاولات للنيل والعبث بالعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين التي تهدف إلى زعزعة هذه العلاقات التي تحظى برعاية مباشرة من لدن صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه، وأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه وأتم عليه الصحة والعافية.
وزاد أن اتصالات صاحب الجلالة بأخيه صاحب السمو عكست مدى عمق وأواصر الأخوة بينهما وبين البلدين الشقيقين، وكذلك الاتصال المباشر من وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي بأخيه وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد منذ لحظة حصولها، إضافة إلى تصريح رئيس الوزراء الأردني والبيانات الصادرة من مجلس الأمة الأردني بشقيه والنواب والأعيان والاتحاد الأردني لكرة القدم وكبار رجال الدولة الأردنيين والكتاب والإعلاميين ووجهاء العشائر الأردنية ووسائل التواصل الاجتماعي سواء كانت من داخل المملكة أو خارجها أعربت بصوت واحد ومشاعر قلبية واحدة.
وأشار أبو شتال إلى أن مداخلة نائب وزير الخارجية خالد الجارالله في تلفزيون المملكة كان لها الأثر الكبير والترجمة الحقيقية لمعنى الأخوة ونموذج العلاقات بين بلدينا. وأكد أن الكويت ستبقى بلد ومركز الإنسانية وشقيقتها الأردن عصيتين على السماح بالنيل أو المساس بقوة علاقاتهما، حيث إن كلا من البلدين يمثل العمق الاستراتيجي للآخر. نقول «إلا الكويت» وعلاقات الأردن بها التي لا يمكن أن تسمح لأي عابث أو جاهل بالنيل منها وان الإساءة التي طالت وجرحت أهلنا بالكويت جرحتنا وأساءت الى المملكة الأردنية الهاشمية والذي سيبقى كما عهده أهل الكويت وحسن ظنهم بالنشامى الأردنيين. حفظ الله الأردن والكويت وشعبيهما من كل مكروه وأدام الله عليهما نعمة الأمن والأمان.
من جانب أخر أكد وزير الثقافة ووزير الشباب الأردني د.محمد أبو رمان ان الشعب الكويتي «من اقرب الشعوب للأردن»، واصفا ما حدث من هتافات «غير مسؤولة» أثناء مباراة منتخبي البلدين بـ«الاستفزازية».
وقال أبو رمان في صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي إن الأردن يرفض هذه الهتافات، مشيرا الى أنها «لا تمثله كشعب ولا يقبل بها وتسيء لموقفه تجاه الشعب الكويتي الشقيق».
واضاف «طالما وقف الأشقاء في الكويت مع الأردن وكانوا أهلا وإخوانا لنا.. احتضنوا أبناءنا في الغربة وفتحوا لهم البيت وعاملوهم على افضل ما يكون، والشعب الكويتي من اقرب الشعوب لنا».
وأوضح انه بعد انتهاء المباراة مباشرة عبر كثيرون من أبناء الشعب الأردني على مواقع التواصل الاجتماعي عن «الموقف الحقيقي» بإدانة تلك الهتافات ورفــض الإســاءة، معربا عن مشاعـــر المحبة والتقدير والاعتزاز التي يكنها الأردنيون للكويــت وأهلهــا.
سفير الكويت لدى الأردن عزيز الديحاني أكد «متانة ورسوخ» العلاقات بين الكويت والأردن، مشددا على انها اكبر بكثير من ان تنال منها هتافات «غير مسؤولة» ومحاولات «رخيصة» للمساس بها.
وثمن الديحاني في تصريح لـ «كونا» ردة الفعل الأردنية الرسمية والشعبية التي استهجنت هذا السلوك ورفضته بشكل قاطع من «فئة» من الجماهير التي حضرت مباراة المنتخبين، لافتا إلى ان ردة الفعل محل «تقدير واعتزاز» لدى الكويتيين.
وأشاد بما صدر من مجلس النواب الأردني من بيان لرفض المساس بالكويت وشعبها واستنكار رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز لهذه الإساءة.
كما اشاد بحرص المسؤولين في الاتحاد الأردني لكرة القدم على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة «المسيئين» وهو ما يعكس مكانة الكويت «الكبيرة» لدى الأردن ويؤكدها.
وأضاف ان الكويت كانت ومازالت «منارة للسماحة والحكمة ومظلة حاضنة لكل الأشقاء العرب» من منطلق الأخوة ووحدة المصير المشترك، معولا على «وعي» الشعبين الشقيقين بتجاوز هذا الحدث العابر وإيقاف كل من يحاول المساس بالعلاقات او الاساءة لها عند حدوده.
وأشار الى ان العلاقات بين البلدين بلغت مستويات متقدمة ومتطورة في ظل «الرعاية الكريمة والاهتمام البالغ» من لدن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وأخيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بمختلف المجالات وعلى جميع المستويات.