الاعتناء بالمواطن* الدكتورة مارسيل جوينات
النشرة الدولية –
أنه لتعبير يصب في قلب وعقل كل متلقٍّ، صاحب دوافع وطنيّة, كانت, أو أنانيّة ذاتيّة.
بداية… هناك علاقة جدليّة، إن صحّت ترجمة الديالكتيك، بين أي أمرين أو حالين أو حتّى وجودين.
وفي الحال الطبيعي لا بد أن يكون الناتج إيجابيّاً، عندما يكون الهدف الوصول إلى هذا الناتج الإيجابي.
شرطه أن لا تتدخّل عناصر متجذّرة، كعادة، متعمّدة أو نتيجة التقليد المتوارث، بحيث تطغى على هذا القانون.
ووجوب الحال الجدلي إن تحليلاّ فلسفيّاً أو نيّة, مسبقاً، في الرغبة الجمعيّة سعياً للأفضل، هو ما جعل أمماً ودولا تتقدّم إنسانيّاً وحضاريّاً.
في مقابلة مع الاعلامي جورج قرداحي على شاشة LBCI أجاب على أسئلة طرحتها الإعلامية كارلا حداد وكان من ضمن الإجابة على احد الأسئلة بأنه يجب على الحكومة «الاعتناء بالمواطن».
والسؤال: هل المواطن بحاجة الى اعتناء من قبل الحكومة؟ ام أن الحكومة هي من تحتاج الى اعتناء؟ ام هي علاقة تبادلية متكافئة، أو غير متكافئة, بين المواطن والحكومة؟
نعم المواطن بحاجة ماسة الى الاعتناء من قبل الحكومة وذلك من خلال قيامها بواجباتها ومهامها التي تصب في مصلحة الوطن، أوّلاً، ثم المواطن الذي لا يناقض المهمّة الأساسيّة للسلطة التنفيذيّة. فمثلاً عند سن القوانين والتشريعات يجب أن يكون الاهتمام الأول المصلحة العامة، أي الوطن والمواطن، كوحدة واحدة، وهما محور واحد، وإلّا سيبدأ مسلسل الإنتكاسات، ويجب أن تحمل هذه القوانين والتشريعات وغيرها من التعليمات في طيّاتها الإنصاف والعدالة بين كافة الشرائح، أو، ربّما غالبيّتها ، عند الضرورة، وعدم سن قوانين لتخدم فئة « محددة «. وكذلك في المجال الاقتصادي فإن على الحكومة العمل بجدية بالشراكة مع القطاع الخاص على نمو الاقتصاد والناتج القومي المحلي، مما ينعكس، على المدى القريب أو البعيد، على المواطن، بتحسين مستوى المعيشة وليس العكس، الّا عند الأزمات الكبرى، والقيام بالعديد والعديد من الاعمال التي تستطيع الحكومة القيام بها إن كان هناك عمل ونية في أن يكون المواطن والوطن أولويّا الاهتمام. وينطبق ذلك، أيضاً، على الناحية الاجتماعية والثقافية والسياسية والتربوية والصحيه من خلال وضع رؤية واضحة بخطوات ثابتة ودقيقة للوصول الى تحفيز وتوعية وتطوير للأعمال المختلفة في كافة المجالات للوصول الى رفعة الوطن ورضى المواطن.
إن الاعتناء بالمواطن ينعكس على عناية المواطن بالوطن، وهنا يتبيّن للمواطن كم هو حرص الحكومة على الوطن. فما معنى وجود وطن من غير « مواطن « فاعل وما فائدة وجود حكومة من غير فاعليّة إيجابيّة.
اذا المواطن هو المحور، حاليّاً، وهو الأساس، آنيّاً. لذا على الحكومة مسؤولية ورسالة عليها ان تعمل من خلالها لتعتني وتعتني بالمواطن مما ينعكس على الوطن والحكومة بالشكل المنصف والعادل.
فالوطن والمواطن مرتبطان مع بعضهما البعض.
الدستور الأردنية