لماذا لم يغط الإعلام الإيراني تظاهرات لبنان كما يستحق؟
النشرة الدولية –
مقارنة بموقفه الحاد المناهض للتظاهرات العراقية، لم يغط الإعلام الإيراني الحراك اللبناني كما يستحق، بل ركز على خطاب حسن نصر الله، على نحو يظهر مدى قلق طهران على مصيره.
وبجانب التغطية الكاملة لخطاب زعيم حزب الله حسن نصر الله، فإن الصحافة الإيرانية وعلى عكس المعتاد، لم تنتقد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المقرب من السعودية.
وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، نشرت تقريرا ادعت فيه أن حلفاء سعد الحريري مثل المملكة العربية السعودية وأطرافا أخرى داخلية أرادت أن تزيح الحريري من الحكم باستخدام التظاهرات التي خرج فيها اللبنانيون الغاضبون.
واستضافت الوكالة خبيرا لبنانيا يدعى جوني منير قال إن “إخراج السعودية والبحرين لرعاياهما من لبنان يحمل معان ورسائل، مثل عدم رضا الدولتين عن سعد الحريري، ومن ناحية أخرى لتشكيل ضغط أكبر على حزب الله وإيران”.
ذات الفكرة تبنتها وسائل إعلام إيرانية أخرى، مصورة ما يجري في لبنان على أه مؤامرة من حلفاء الحريري، مسلطة الضوء على رفض نصرالله استقالة الحريري من منصبه في هذا الوقت.
ورد المتظاهرون اللبنانيون على كلمة نصر الله التي ألقاها السبت تعليقا على الاحتجاجات التي انطلقت منذ مساء الخميس في أنحاء البلاد ضد الفساد وفرض ضرائب جديدة.
فبعد انتهاء كلمة نصر الله هتف متظاهرون تجمعوا في ساحة رياض الصلح وسط بيروت “كلن يعني كلن.. نصرالله واحد منن (منهم)” في إشارة إلى الدعوات التي أطلقها المحتجون بضرورة رحيل الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد بشكل كامل.
يذكر أن مليون و200 ألف متظاهر نزلوا إلى الشوارع في بيروت ومدن لبنانية أخرى احتجاجا على الفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وفق إحصاءات وكالة رويترز.
وقد مثل المحتجون مختلف فئات المجتمع اللبناني الاجتماعية والسياسية، ولم يظهر أي لون حزبي في المظاهرات التي اندلعت منذ مساء الخميس، وحرص هؤلاء على رفع العلم اللبناني فقط، والهتاف بشعارات ضد الفساد والطبقة السياسية الحاكمة.
وعلى عكس ما ادعى الإعلام الإيراني، فإن حجم النقمة الشعبية على الطبقة السياسية الحاكمة، بدا لافتا بخروج تظاهرات غاضبة في مناطق محسوبة على تيارات سياسية نافذة، حيث أحرق ومزق المتظاهرون صورا لزعماء وقادة سياسيين، ما استدعى ردود فعل غاضبة من مناصريهم.
ففي مدينة صور جنوبا، حيث يطغى نفوذ حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، خرجت الجمعة تظاهرة مؤيدة له شارك فيها عدد من أنصاره بينهم مسلحون، ردا على تظاهرات شهدتها المدينة حيث اتهم المحتجون بري بـ”السرقة والفساد”.
تقرير آخر لوكالة إرنا، نقلته العديد من الصحف الإيرانية يتهم كلا من زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيم الدروز في لبنان، وليد جنبلاط، وزعيم حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، بضلوعهم في رفع وتيرة التظاهرات.
وقال التقرير “إنه في الوقت الذي أكدت فيه الدوائر السياسية في لبنان على ضرورة عدم استقالة الحريري من منصبه في هذه الظروف، فإن وليد جنبلاط وسمير جعجع أكدا على ضرورة استقالته”.
وأضاف التقرير أن مطلب جنبلاط وجعجع يميل إلى “صالح السعودية”، الذي تمثل في دعوتها لرعاياها بمغادرة الأراضي اللبنانية.
وكانت السفارة السعودية في بيروت قد أعلنت في تغريدة لها عبر صفحتها على “تويتر”، السبت نجاح المرحلة الأولى من خطة إدارة الأزمات والطوارئ بهدف إجلاء المواطنين السعوديين، وتأمين سلامة وصولهم إلى مطار رفيق الحريري الدولي، والتي بدأت عند الساعة الخامسة فجرا.
من جانب آخر، علقت صحيفة “خبر أونلاين” المحلية على اللقطات الطريفة التي تخللت المظاهرات بعنوان “لماذا صور التظاهرات في لبنان غريبة؟”
وقالت الصحيفة التي أدرجت صور التظاهرات التي انتشرت عبر مواقع التواصل، إنه خلال الأيام الأخيرة “عانى لبنان صراعات داخلية، وقد انتشرت صور للمتظاهرين وهم يلتقطون السلفي أو يشعلون النار”.