رفض كلمة نصرالله “التخوينية”.. والمواكب المضادة تجتاح شوارع لبنانية

فور انتهاء كلمة زعيم حزب الله، حسن نصرالله، التي لوح فيها بحرب أهلية وتضمنت تخوينا، وإن ضمنيا، بالمتظاهرين، شهدت شوارع في بعض المناطق اللبنانية مواكب سيارة لأنصاره، في حين رفض ناشطون ما ورد في كلمته.

وانطلقت مواكب سيارة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت وبعلبك رافعة أعلام حزب الله وتعبيرا عن تأييدها لما قاله نصرالله، الأمر الذي ينذر بصدامات مع المتظاهرين، لاسيما أن أنصار حزبه الله سبق وأن اعتدوا على المحتجين.

في المقابل، رفض ناشطون من مؤيدي الحراك الشعبي ما ورد في كلمة نصرالله من “تخوين” للمتظاهرين، مؤكدين، في الوقت نفسه، استمرار “الثورة” بوجه كامل الطبقة السياسية والأحزاب الحاكمة، وبينها حزب الله.

وفي النبطية جنوبي لبنان، تصاعدت وتيرة المظاهرات بعد خطاب نصرالله، بالتزامن مع محاولة مواكب سيارة لحزب الله اختراق المسيرات السلمية.

وكان نصرالله قال إن لدى حزبه معلومات ومعطيات “تقول إن الوضع خطير ولم يعد حراكا شعبيا بل هناك تدخل من سفارات أجنبية. وعلى اللبنانيين التحقق مما طرأ مؤخرا على الحراك..”.

يشار إلى أن نصرالله استخدم اللغة نفسها التي تلجأ إليها السلطات في بلاد تشهد حراكا شعبيا من تخوين للمتظاهرين والتشكيك في أهدافهم والتحذير من مخططات غربية.

وكان نصرالله حذر المطالبين برحيل كل الطبقة السياسية في تظاهرات تعم كل أرجاء لبنان من الفراغ الذي سيؤدي إلى “الفوضى والانهيار”.

وقال نصرالله، في كلمة بثها تلفزيون “المنار” الناطق باسمه ،”لا نقبل الذهاب إلى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة”، رافضا بذلك كل مطالب المتظاهرين المندّدين بكل الطبقة السياسية والمطالبين باستقالة الحكومة وتغيير البرلمان.

وأضاف نصرالله “منفتحون على أي حل، أي نقاش، لكن لا على قاعدة الذهاب إلى أي شكل من أشكال الفراغ، لأن الفراغ سيكون قاتلا”.

وتابع “أي حل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن هذا خطير جدا، الفراغ إذا حصل وكما البعض ينادي، سيؤدي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم.. في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم، إلى الفوضى، إلى الانهيار”.

ويشارك حزب الله في الحكومة بثلاثة وزراء، لكنه جزء من الأغلبية الحكومية التي تضم وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية ميشال عون وحركة أمل (رئيسها رئيس البرلمان نبيه بري) وحلفاء.

وتكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب منذ 17 أكتوبر، بحراك شعبي لم يشهد لبنان له مثيلاً على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين.

وكسر المتظاهرون “محرمات” عبر التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله وتوجيه انتقادات للحزب ولأمينه العام.

واندلع توتر في ساحة رياض الصلح، الجمعة إثر إقدام مجموعة مؤيدة للحزب، أحد أكثر اللاعبين السياسيين نفوذا في البلاد والوحيد الذي يمتلك ترسانة سلاح الى جانب القوى الأمنية الشرعية، نصبت خيمة في وسط ساحة رياض الصلح ووضعت سيارة وسط الطريق مزودة بمكبرات صوت، على إطلاق هتافات مؤيدة لنصرالله.

ومع بدء متظاهرين مناهضين للسلطة إطلاق شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” و”كلن يعني كلن”، مطالبين برحيل الطبقة السياسية من دون استثناء، توترت الأجواء بين الطرفين، وتطورت إلى تدافع وتضارب.

 

الحرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى