كايسيد يطلق شرارة «التصدي» لخطاب الكراهية* الدكتورة مارسيل جوينات
النشرة الدولية –
إن ما يتم نشره وتبادله ومشاركته من خطابات كراهية نحو الآخر عبر وسائل الإعلام والاتصال وازدياد اثرها التدميري على الاخلاق والسلوكيات، يحتم علينا التركيز على القيم والمبادئ المشتركة ونشرها وتبادلها ومشاركتها بكافة وسائل الإعلام والاتصال عبر استخدام نظريات الإعلام والاتصال بشكل ممنهج ومدروس لإرسال الرسالة بطريقة علمية ومنتظمة الى الجمهور المستهدف.
وإذ عقد قبل عدة ايام مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «كايسيد» في فيينا. مؤتمراً دولياً فقد قدم خلاله مبادرة نوعية برصد ما يقارب مليون ونصف يورو لإطلاق مبادرات شبابية في عام 2020 بالمشاركة مع منظمات أممية ومن خلال منصات المركز الخمس في اوروبا وأفريقيا وآسيا والعالم العربي. وذلك في سبيل التصدى لخطاب الكراهية. إن مثل هذه المؤتمرات والمبادرات القيمة ما هي إلا اطلاق شرارة للتصدي بكافة السبل والإمكانيات لخطاب الكراهية. وكما جاء في الكلمة الافتتاحية للاستاذ فيصل بن معمر الأمين العام لمركز « كايسيد» إن من الممكن للخطاب أن يكون مصدر الهام أوتحويله الى اداة للتحريض على العنف والكراهية أيضاً.
لذا فإنني أتوجه الى كل الاعلاميين من حملة المبادئ والقيم الأنسانية وكذلك لرجال الدين واصحاب القرار ومنظمات المجتمع المدني العمل على أن يكون الخطاب خطاباً ملهماً للمحبة والعيش والمواطنة المشتركة والتصدي لتفشي خطاب الكراهية. وإن مبادرة مركز كايسيد لتشجيع الشباب لاطلاق مثل هذه المبادرات التى احوج ما نكون اليها في وقتنا الحاضر هي احدى السبل المتمدنة والفاعلة للتصدي لطاعون لخطاب الكراهية. إن هذا الخطاب يمس كل مجتمع وعائلة وفرد ومن الواجب الوقوف معاً والتصدي له.
ومن الواجب أيضاً التوجه نحو الاستثمار التكنولوجي والمعلوماتي في مجال الاتصالات الإعلامية والرقمية، والتركيز على الإعلام الاجتماعي والديني، وتكييفهما مع مفاهيم العصر والمتغيرات بل وكل جديد، بهدف بناء شراكات متناغمة بين المباديء العامة والقيم المشتركة من ناحية وتطبيقها وممارستها من ناحية أخرى. يضاف إلى ذلك وجوب تجديد الخطاب الديني وآلياته بحيث يكون خطاباً عصرياً هدفه تكريم العقل والمحافظة على مصالح الانسان كقيمة في حد ذاتها بغض النظر عن معتقده أو لونه او منشئه.
كما يجب تشجيع الشباب على المشاركة الفاعلة بالأفكار والاعمال لإبداعية والريادية الاحترافية واطلاق المبادرات سواء كان ذلك بالتوعية على القيم المشتركة والمبادئ العامة أو بالإشتراك في الأنشطة والمنتديات وورش العمل التي تهدف إلى تطبيق وترسيخ هذه القيم والمبادئ وممارستها على المستوى الفردي والمجتمعي، وصولًا بالشباب إلى مراكز المسؤولية واتخاذ القرار.
إن علينا البدء ببناء شراكات من داخل الأسرة، «الأصل والأساس»، وهي مهمة ليست باليسيرة على الإطلاق، وتحتاج الى أنشطة توعويّة مستمرة بكافة الوسائل المتاحة من أجل الإنطلاق نحو بناء منظومة تربوية تعليمية ثقافية موحدة، تجمع في طياتها التنوع الديني والإثني والثقافي مبنية على الاستثمار والقناعات في مفاهيم المواطنة المتكافئة، والحوار الإيجابي، والعيش المشترك، وصد خطاب الكراهية بكافة الوسائل والسبل. ومنها للإنطلاق على وضع استراتيجية واقعية قابلة للتطبيق ومبنية على أهداف مرحلية قابلة للتحقق وستكون بالتأكيد غير تقليدية، منطلقةً من دراسات وابحاث علمية تحدد المشكلات بأكثر ما يمكن من دقة وتقترح حلولها الريادية العملية. بذلك تكون الاستراتيجية مرتكزة على البحث العلمي والابداع الفكري والريادي، وبالعمل الموجه من الشباب وإلى الشباب.
نقلاً عن الدستور الأردنية